Uncategorized

محللون عن حوار أمير قطر مع CBS.. خطة إشغال سياسي من تميم.. ومغاير للأزمة الخانقة فى الدوحة.. وتحركات كويتية أمريكية غير معلنة لإنهاء الأزمة

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنه لن يتراجع عن التعاون مع إيران ولن يتخلى عن النهج الإعلامي لقناة “الجزيرة”.

وفي مقابلة تليفزيونية مع شبكة “سي بي أس” الأمريكية، قال موقعها الإخباري إنها ستبث يوم غد، الأحد، اعترف الشيخ تميم بأنه كان يراهن على فكرة عقد قمة لدول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة من أجل الضغط لسرعة فك المقاطعة عن قطر.

وأضاف أنه من أجل ذلك كان مستعدا أن “يمشي عشرة آلاف ميل باتجاه الدول التي قاطعته لو أنها مشت خطوة واحدة”، وتابع: “لكنني لم أتلق استجابة لاقتراح قمة كامب ديفيد”.

كانت قناة الجزيرة ، باللغة الإنجليزية عرضت الأسبوع الماضي لموضوع قمة كامب ديفيد باعتبارها بديلا عن قمة مجلس التعاون المفترض أن يكون انعقادها السنوي هذا العام في الكويت في ديسمبر المقبل.

وطرحت “الجزيرة” أن قمة كامب ديفيد بمشاركة وضغط ترامب ربما تكون “المخرج الوحيد المتاح الآن لفك العزلة عن قطر”.

لكن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون أعلن في ختام زيارته للسعودية الأسبوع الماضي أن فكرة عقد قمة خليجية أمريكية لم تلق ظروفا ناضجة تبرر طرحها رسميا.

فيما وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أزمة قطر وتعنت نظامها بأنهما “مسألة صغيرة جدا جدا” في أولويات واهتمامات المملكة.

أمير قطر في مقابلة “سي بي أس” مع شارلي روز، قال إن فكرة القمة الخليجية في كامب ديفيد كانت طُرحت أثناء اجتماعه مع الرئيس ترامب على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وكان الغرض من هذه المبادرة هو سرعة إنهاء المقاطعة التي فرضتها أربع دول عربية (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) في يونيو الماضي من أجل الضغط على الدوحة لوقف دعمها للإرهاب وتعاونها مع إيران التي تهدد أمن دول الجوار العربية.

وفي تبرير استمراره برفض مطالب دول المقاطعة العربية لفك تحالفه مع إيران والتخلي عن نهج التحريض والرعاية الإعلامية للإرهاب الذي تتولاه “الجزيرة”، قال أمير قطر: “هذه مسألة سيادة”، واصفا إيران بأنها “دولة جوار” ونهج الجزيرة بأنه “حرية رأي”.

فى هذا السياق، قال ضرار الفلاسي، الكاتب والمحلل السياسي الإماراتى، إن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد خلال حواره التليفزيونى مع شبكة CBS بـ”أنهم لن يغلقوا قناة الجزيرة ولن يتراجعوا عن التعاون مع إيران”، هى تعنت واضح وتصريحات مغايرة للوضع القطري الحالى، لافتًا إلى أن الوضع فى قطر بعد قرار المقاطعة صار أسوأ من سابق بكثير جدا.

وأوضح “الفلاسي”، فى تصريحات خـاصة لـ”صدى البلد”، أن المؤشرات الحالية بقطر توضح أن الدوحة بدأت ترضخ للمطالب ولكن ليس بالشكل المطلوب والكافى، مشيرًا لقول سمو الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودي، عندما لخص المشكلة مع قطر بأنها “قضية صغيرة جدا جدا جدا”.

وأضاف المحلل السياسي الإماراتى، أن قطر شاءت أم أبت سترضخ لقرارات الرباعى العربي وتنفذها، مشيرًا إلى أن المؤشرات الحالية تقرأ بأن قطر تعانى من أزمة خانقة تعجل بانهيارها وستدفعها لتنفذ كل المطالب، منوهًا بأن هناك محاولات تدريجية لتهدئة الرأي العام المحلى من جانب قطر لقبول جميع المطالب.

وعن استماتة قطر لعدم غلق قناة “الجزيرة”، قال “الفلاسي” إن “الدوحة حتما ستغلق قناة الجزيرة شاءت أم أبت، حاليا هى وقعت اتفاقية مع أمريكا لمكافحة تمويل الإرهاب، فضلًا عن أن هناك إشرافا أمريكيا على البنوك القطرية والتحويلات المالية لهم، وهذا دليل واضح على بداية استجابتهم، لكن يبقى السؤال هل ستلتزم قطر أم لا؟”، وأضاف: “نحن فى انتظار بقية التزامها ببقية القرارات”.

وحول فرض قرارات جديدة على قطر حال مواصلة تعنتها، أوضح الكاتب الإماراتى، أنه لا توقعات بفرض قرارات جديدة على قطر لأنها أصبحت منتهية، خاصة بعد أن أصبح الوضع متدهورا، فالعمالة بها هاجرت وسحبت 35 مليار دولار من الصناديق السيادية وزادت عليهم 20 مليارا أخرى بعد بيع حصصها فى عدد كبير من البنوك، وهذا يعكس الوضع الحالى لقطر، منوهًا بأن حال إصرارها ستنهار قطر بعد وقت قليل.

وعن الجدل القائم على تأجيل اجتماع مجلس التعاون الخليجى المرتقب بديسمبر، توقع أن تؤجل هذه الاجتماعات لحين تستجيب قطر للمطالب الرباعى العربي وسيكون الشيخ عبد الله بن على آل ثانى ممثل القطريين بمجلس التعاون الخليجى.

ونوه “الفلاسي” بأن القمة الخليجية بدون وجود نظام الحمدين وسيتم تأجيلها لـ6 أشهر المقبلة.

من جهته، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن حوار الشيخ تميم أمير قطر مع شبكة cbs التلفزيونية لا جديد فيه جاء مثيلا لتصريحاته السياسية والإعلامية منذ بدء الأزمة، لافتًا إلى أن تميم يسجل موقفا بأن “قطر موجودة فى إدارة الأزمة” ولكنه لم يقدم رؤية جديدة ويمارس خطة إشغال سياسي.

وأوضح “فهمى”، فى تصريحات خـاصة لـ”صدى البلد”، أن أمير قطر اختار هذا التوقيت بالتزامن مع تأجيل قمة مجلس التعاون الخليجي والتى لم تعقد فى موعدها، إضافة للتحركات الكويتية الأمريكية غير المعلنة من الجانبين بهدف تقريب وجهات النظر، فضلا عن الضغوطات التى تتعرض لها الإدارة الأمريكية من وفد الكونجرس والذي عبر عنه مركز هادسون من حوالى 4 أيام بمشاركة نواب فى الكونجرس من اللجان الإستراتيجية و2 من الوزراء الخارجية و3 رؤساء من الاستخبارات الأمريكية خلال اجتماعهم بمركز هاديسون الذي يعد من أخطر المراكز فى العالم، مشيرا إلى أن المركز دعا إدارة ترامب لاتخاذ موقف إيجابي للتعامل مع قطر وأن يكون هناك مراجعة من موقفهم.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، واختيار التوقيت مرتبط أيضا بنتائج زيارة وزير خارجية أمريكا “ريكس تيلرسون” للمنطقة، حيث زار قطر والسعودية دون الإعلان عن تفاصيل.

وأكد المحلل السياسي أنه دائمًا ما يصرح تميم بأن لديه نية للحوار وهذا ما كرره أكثر من مرة، ولكن الحوار فى نظره بأن يكون غير مشروط بأي التزامات وتقديم الضمانات ودون الالتزام بمطالب الرباعى العربي سواء الـ13 بندا الرئيسية و4 مبادئ باجتماع القاهرة.

وبناءً عليه إذا قبل بعض الشروط كان من الممكن أن يبدأ حوارا مع الرباعى العربي، وهو ما عملت عليه الوساطة الكويتية الدعوة للحوار بين الأطراف، متسائلًا: “لماذا تميم لا زال يراوغ حتى الآن؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى