Uncategorized

قصر «الأميرة خديجة» يستغيث من الإهمال منذ 125 عاما.. تسكنه الوطاويط والثعابين وملجأ لمدمني المخدرات.. ومحافظة القاهرة تبدأ تطويره وتحويله لمتحف

يعاني قصر الأميرة خديجة بحلوان ملك الأميرة أمينة هانم، زوجة الخديوي توفيق، ومشهور فى وسط أهالي حلوان بأنه قصر الخديوي توفيق، من الإهمال الشديد والذي وصل به إلى تهدم أجزاء منه واختفاء معالمه.

«مفيش عتاب والغلط بحساب»، عبارة تركها أحد الأشخاص على جدران قصر الأميرة خديجة بحلوان والذي يشكو حاله للزمن، فتلك الجملة وإن لم يكن يقصد كاتبها بها القصر أراها معبرة بشدة عن الحال الذي وصل إليه فمتى يحاسب المسئولون عن آثار مصر وتراثها؟، والمساحة التي كانت تحيط بها أسوار السرايا كانت 9838 مترا مربعا وبني على مساحة 1448 مترا مربعا، والباقي كان حدائق تحيط بالمباني، واشترت أمينة هانم الأرض بـ 6000 جنيه ذهب وتكلفة المبانى التى أقامتها على الأرض 150 جنيه ذهب.

القصر مكون أساسا من مبنيين الحرملك (الحرملك) وهو مقر إقامة حريم السلطان أو الملك في القصر الكبير، والسلاملك وهو قسم الاستقبال الخاص بالرجال ويعتبر من أوسع أقسام القصر، عدا المباني الملحقة لإقامة الخدم والمطابخ والإسطبلات، وكل المبانى اختفت وهدمت ولم يتبق غير جزء لا بأس به من الحرملك وجزء من السلاملك.

الحرملك: يتكون من دورين عدا البدروم وله سقف جملوني وهو مبني على طراز معماري كلاسيكي يتضح فيه التأثر بمباني عصر النهضة فى أوروبا، أما السلاملك فمبني من دور واحد وبدروم، وبعد بناء السرايا تم بناء فندق يحمل اسم الخديوي توفيق ملاصقا للسرايا اختفى وجوده تماما الآن.

كان الخديو توفيق مهتما بحلوان بشكل خاص فلم يبن فقط الفندق مجاورا لقصر زوجته، ولكن بنى أيضا فندقا آخر لاستيعاب الأعداد الوافدة للاستشفاء فى حلوان، وبني كازينو للترفيه عن سكان حلوان من الأجانب والمصريين، وكان حريصا على الذهاب إلى حلوان مرتين فى الشهر وكان يرسل كل يوم جمعة فرقة الموسيقى الخديوية للعزف فى الحدائق وأمام الفنادق، وبعد حرق سرايا عابدين سنة 1891 أقام الخديوي توفيق إقامة كاملة فى سرايا أمينة هانم حتى يتم الفراغ من ترميم عابدين، وتوفي الخديو توفيق فى هذا القصر سنة 1892 م ودفن في قبة أفندينا التي تقع على طريق الأوتوستراد.

أفل نجم القصر ابتداءً من سنة 1930 في عهد الملك فؤاد حين هدم الفندق الذي يحمل اسم الخديو توفيق، وتم تحويل أجزاء من سرايا أمينة هانم إلى مدرسة ثانوية للبنين ثم مدرسة تجارية.

وعن حال القصر الآن، تحيط المدارس بالحرملك فتكاد تخفيه تماما عن المارة، واختفى جزء من الحرملك تماما، أما ما تبقى منه فهو مهجور تسكنه الوطاويط والثعابين، عوضا عن عدم تسجيل القصر سواء فى التراث المعماري أو كأثر.

وبعد كل هذا الإهمال تُوقع مكتبة الإسكندرية بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة، اليوم، الأحد، بهدف استغلال قصر الأميرة خديجة في حلوان كمركز حضاري وثقافي ومتحف للأديان طبقًا للمعايير الدولية للمتاحف.

وذكر بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية، يوم الخميس، أن محافظة القاهرة تمتلك في حلوان قصر الأميرة خديجة ابنة الخديوي توفيق الذي يعد تحفة معمارية ذو قيمة أثرية كبيرة المسجل كطراز معماري متميز بقوائم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وفي ضوء الانتهاء من تجديد القصر ومرافقه بالكامل، فقد أصبحت هناك رغبة في استغلاله كمتحف ومركز ثقافي وحضاري بحلوان.

وأضاف البيان أن التعاون سيساهم في جعل القصر نقطة انطلاق وتنمية بمحافظة القاهرة وليصبح مركز ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية ومزارا ذا قيمة للسياحة الدينية بمصر.

وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، باعتبارها مؤسسة ثقافية وحضارية مشهود لها محليًا وعالميًا بدورها الفعال في نشر ودعم الثقافة والفنون والعلوم، فإنها أبدت رغبتها بمشاركة محافظة القاهرة في القيام باستغلال قصر الأميرة خديجة كمتحف ومركز ثقافي وحضاري ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى