عربى ودولى

بعد محاولة اغتيال الحمد الله الفاشلة اليوم ..”المصالحة الفلسطينية” بين المد والجذر

جاء تكليف رامي الحمد الله بتشكيل حكومة الوفاق الوطنية في 23 إبريل عام 2017 من قبل الرئيس الفلسطيني، ليضع حدا للانقسام بين حركتي فتح وحماس، وخطوة نحو طريق المصالحة الوطنية بعد 7 سنوات عجاف من القطيعة، وهو ماتسبب في حدوث اضرار بوضع القضية الفلسطينية.. لكن المتفجرات الذي استهدفت موكبه في غزة اليوم، قد تنسف معها أي فرصة للوحدة ودحر الفرقة بين الفرقاء الفلسطينيين .
محاولة الاغتيال الراهنة، فرضت التفتيش في تاريخ رئيس الوزراء الفلسطيني، الذي أوكل إليه إهالة التراب على الانقسام الفلسطيني، وبناء جسور التواصل بين فتح وحماس؟..ولد رامي حمد الله في العاشر من أغسطس عام 1958 في بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم في الضفة الغربية، منتميا لأسرة ثرية تمتلك مساحات شاسعة من أراضى الضفة، كما كان جده وخاله عضوين في البرلمان الأردني قبل عام 1967.

عاش الحمد الله حياته كلها في ظل الاحتلال الذي ضربته إسرائيل على أرض فلسطين، وكان شاهدا على احتلال إسرائيل للأراضي العربية بعد عام 1967.

تخرج الشاب العشريني رامي بالجامعة الأردنية عام 1980، وبعد التخرج بعامين أكمل مشواره المهني فحاز درجة الماجستير في اللغويات التطبيقية من جامعة مانشستر البريطانية عام 1982، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لانكستر عام 1988، وتدرج في الوظائف بجامعة النجاح الفلسطينية حتى أصبح رئيسا للجامعة عام 1998.

شغل الحمد الله، عضوية اللجنة التوجيهية لصندوق إقراض الطلبة في مؤسسات التعليم العالي، واللجنة التوجيهية المشرفة على برنامج دعم الجامعات والمؤسسات التعليمية في فلسطين لدى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

وقد حاز الحمد الله خلال مسيرته الأكاديمية على عضوية مجلس إدارة اتحاد الجامعات الأوروبية-العربية، والمجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، واللجنة التنفيذية لبرنامج التعاون الأوروبي-الفلسطيني في مجال التربية، فضلا عن توليه لرئاسة برنامج التعاون الأوروبي-الأمريكي-الفلسطيني في المجالات الأكاديمية.

بعد عامين من رئاسته لجامعة النجاح تعرضت أسرة الحمد الله لحدث هو الأقسى في حياته، وكانت له تداعياته لدخوله المعترك السياسي ، حيث اصطدمت سيارة تقودها زوجته، التي ارتبط بها منذ دراسته الجامعية بسيارة إسرائيلية على طريق سريع، ما أسفر عن مصرع ابنيه التوأم “11 عاما” وابنه الثالث “9 أعوام”، ودخلت زوجته في غيبوبة لمدة ستة أشهر بعد الحادث، وللزوجين منذ ذلك الحين طفلة واحدة.

شغل الحمد الله بعد هذا الحادث منصب الأمين العام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية منذ عام 2002، وتولى رئاسة مجلس إدارة بورصة فلسطين، وينتمي، سياسيا لحركة فتح .

شكل عام 2007 مفترقا للطرق بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد وقع الانقسام بين حركتي فتح وحماس في أعقاب فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، حيث تلي ذلك اقتتال بين الحركتين في غزة والضفة، ما أدى إلى قطيعة سياسية ، أفضت لتحكم حماس على مجريات الأمور في غزة بما فيها المقرات الأمنية والحكومية .

مرت 6 سنوات كاملة بعد هذا التاريخ، حتى تم تكليف رامي الحمد الله برئاسة الحكومة الفلسطينية، خلفا لحكومة سلام فياض، وذلك في 3 يونيو عام 2013، ورحبت الولايات المتحدة آنذاك بتكليف الحمد الله ، معربة عن أملها فى التعاون معه من أجل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط إلى الأمام بعد أن أودعت في قبو جليدي نتيجة الانقسام، فيما وصفته إسرائيل بـ”البراجماتى المعتدل”.

لم يمض أيام على تكليف الحمد الله على تأدية الحكومة الفلسطينية الجديدة اليمين، حتى قدم استقالته للرئيس محمود عباس في 20 يونيو، وأوضح حمد الله أن سبب الاستقالة هو، التعدي على صلاحياته من قبل أعضاء في الحكومة.

أعلن في 23 أبريل 2014 في غزّة، أن اجتماعات بين حركة فتح وحركة حماس تمت خلال يومين وأفضت إلى اتفاق على المصالحة بين الطرفين والالتزام باتفاق القاهرة، والعمل على إنشاء حكومة توافق وطني تعلن خلال 5 أسابيع، وإجراء انتخابات بعد 6 أشهر على الأقل من تشكيل الحكومة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني.

وبعد توافق حركتي حماس وفتح، كلّف الرئيس عباس رامي الحمد الله بتشكيل حكومة التوافق الفلسطينية في يونيو 2014، بعد توقيع اتفاق المصالحة .

وما أن أدت حكومة الوفاق الوطني اليمين القانونية في الثاني من يونيو 2014، حيث ضمت في عضويتها وزراء من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أمل وضع حد للانقسام المستمر منذ العام 2007، حتى طغت على السطح عدد من المشاكل العالقة بين الحركتين.

من جانبهم، يطمح المواطنون، الي تحسين الأوضاع الاقتصادية التي طغت في ظل الاستيطان في الضفة والحصار على غزة، فضلا عن مشكلات الكهرباء وأزمة الرواتب.

ولقد أدت السيطرة التي تفرضها حماس على القطاع، للحيلولة دون عمل الحكومة، التي تعلل موقفها من عدم تمكنها بأداء مهامها، حيث تمنع حماس أعضاء حكومة الحمد الله من تنفيذ أعمالها.

واليوم.. ومع دخول الحمد الله لقطاع غزة من أجل القيام بافتتاح محطة لتكرير المياه العادمة، انفجرت ثلاث سيارات مفخخة، وانهال وابل من الطلقات النارية على موكب رئيس الوزراء الفلسطينى، ما أدى إلى أصابة 7 من طاقم حراسته بجروح طفيفة.

وعقب ذلك، أعلنت الرئاسة الفلسطينية في بيان اليوم أنها تحمّل حماس مسئولية انفجار غزة، الذي تقول إنه استهدف موكب رئيس الوزراء.

وفي أول رد فعل عقب محاولة اغتياله صباح اليوم، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ، حركة حماس بتسليم قطاع غزة، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه، دون تأخير.

وتابع، أن طلبه بتسليم قطاع غزة للحكومة لممارسة مهام عملها، أمر مشروع، لتفويت الفرصة على إسرائيل المحتلة من احتلال القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى