Uncategorized

سفارة المغرب بالقاهرة تحتفل بالذكرى الــ 19 لتولي الملك محمد السادس العرش..العاهل المغربي يترأس استقبالا بقصر مرشان.. وحفل الولاء يبدأ غدا بمدينة تطوان

تحل اليوم الاثنين، الذكرى 19 لجلوس الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية،ويترأس العاهل المغربي حفل استقبال بقصر مرشان بمدينة طنجة، وذلك بمناسبة حلول الذكرى التاسعة عشرة لعيد الجلوس.

وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، سيترأس، اليوم (الاثنين)، حفل استقبال بقصر مرشان بمدينة طنجة.

وأشار البيان إلى أن الأميرات سيترأسن مساء اليوم ذاته،مأدبة عشاء يقيمها العاهل المغربي، بقصر مرشان، تكريمًا للسيدات المدعوات.

وأضاف البيان أن الملك محمد السادس سيترأس غدًا (الثلاثاء)، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان، حفل أداء القسم الذي سيؤديه أمامه الضباط الخريجون الجدد في مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية.

وعلى أثر ذلك، سيتلقّى العاهل المغربي تهاني القوات المسلحة الملكية بنادي الحرس الملكي بمدينة تطوان، كما يستقبل الضباط المتفوقين الخريجين الجدد في مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، حيث ستقام مأدبة غداء بهذه المناسبة.

وابتداء من الساعة الرابعة والنصف من عشية غد الثلاثاء، يترأس الملك محمد السادس «حفل الولاء» بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان، وهو حفل يقدم فيه وزير الداخلية والولاة والمحافظون والمنتخبون الولاء للعاهل المغربي.

يحتفل المغرب ومصر هذا العام، بالذكرى الحادية والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أما ما يجمع حقيقة شعبى البلدين فهو تاريخ طويل من العلاقات المتميزة والدافئة، التى لم يعكر صفوها سوى بعض الخرجات الإعلامية المتهورة بين الفينة والأخرى فى الاتجاهين، التى لا تعكس بالنهاية سوى آراء أصحابها ولا تعبر عما يجمع الشعبين الشقيقين، من علاقات تقدير ومودة تمتد جذورها عبر التاريخ.

وقالت الصحفية المغربية صندي في مقال لها إن تلك العلاقات العميقة ذات الخصوصية المتفردة والعبق الخاص، الذى قل نظيره، والذى لا يوجد إلا فى العلاقة الطيبة بين هذين البلدين الكبيرين، اللذين جمعتهما سمات مشتركة، تمخض عنها تقارب فى المسيرة التاريخية وارتباط على مستويات متعدّدة، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية وسياسية.

فقد ظل المغرب يؤثر فى مصر؛ بل إن القاهرة، بمعناها الواسع، شيّدها المغاربة، والمدينة لا تزال تحتفظ بأسماء قبائل مغربية حلت بها من قبيل الزويلة وكتامة والباطنية والبرقية وغيرها؛ من خلال شريان رئيسى استمر ناشطًا عبر قرون، وهو ركب الحج الذى كان يعبر البر المصرى ولم ينقطع إلا سنة 1969 مع ثورة الفاتح فى ليبيا. فالحجاج المغاربة كانوا لا يتوقفون ولا يستقرون إلا بمصر التى يصلونها بعد ثلاثة أشهر من سفرهم، فيرافقون كسوة الكعبة المشرّفة التى كانت تُصنع فى مصر إلى غاية 1961.

وتاريخ العلاقات بين مصر والمغرب أخذ أيضًا جانب الدعم العسكرى، وهناك حديث عن رحلات المغاربة الذين ساندوا مصر فى أزمنتها الصعبة، من قبيل حديث المؤرخ الجبرتى عن أفواج المغاربة الذين قدموا إلى مصر للجهاد ضد حملة نابليون، وكذا حضور الجنود المغاربة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية.

وأيضًا دعم مصر لاستقلال المغرب، واستقبال مصر لزعيم المقاومة فى الريف وأحد أعظم مؤسسى المقاومة الشعبية للاحتلال فى التاريخ العالمى المعاصر الزعيم عبدالكريم الخطابى، أمير المقاومة فى الريف بشمال المغرب الذى قاوم الاحتلال الإسبانى، ثم الفرنسى، بشكل سجّله له التاريخ بأحرف من نور، وبقى فى مصر لفترة.

ومن المحطات التاريخية الأخرى، إطلاق الزعيم المغربى علال الفاسى نداء القاهرة بعد نصف الساعة من خروج الملك محمد الخامس إلى المنفى عام 1953، وإسهام مصر فى مرحلة كفاح المغرب من أجل الاستقلال والدور المهم لإذاعة «صوت العرب»، ومكتب تحرير المغرب العربى، الذى لعب دورًا مهمًا فى هذه المرحلة التاريخية من تاريخ المغرب الحديث. وكذلك هناك مشاركة الملك محمد الخامس فى وضع حجر أساس السد العالى مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

وعلى المستوى الروحى، كان لمصر دور فى نقل الإسلام إلى المغرب، ودور آخر فى النصف الثانى من القرن الثانى للهجرة، فى التسهيل والتستر على المولى إدريس الأول كى يمر إلى المغرب، وما ترك هذا العمل من آثار لا حدود لها فى العلاقات بين البلدين، فوصول الأدارسة فرارًا من الاضطهاد العباسى إلى المغرب، واستقبالهم من المغاربة ومعرفة من ساعدهم فى هذا الوصول ترك أثرًا طيبًا فى نفوس المغاربة. كما ثمة ندية ثقافية بين الشعبين، فالثقافة المصرية جزء أصيل من التكوين الروحى المغربى والإرث المغربى الروحى ماثل فى مصر من التصوف، إلى العمارة، إلى الموسيقى.

والأزهر باعتباره مركز العالم الإسلامى الآن، هو من تشييد المغاربة، وعمارته عبارة عن نسخة من مسجد القرويين فى فاس عاصمة المغرب العلمية، التى كان ينطلق منها ركب الحج إلى مكة، عبورًا من مصر، والزائر المغربى للأزهر يرى التشابه القوى بمسجد القرويين، خصوصًا فى الركن الفاطمى.

أما على المستوى الثقافى والفنى، فلا تزال مصر إلى اليوم قبلة المثقفين والفنانين المغاربة وبوابتهم للعبور إلى الشهرة. هذا وقد شكلت روايات نجيب محفوظ وطه حسين ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس وغيرهم، وجدان القارئ والمثقف والمفكر المغربى، فيما لا تزال أصوات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ تصدح فى مختلف الأسواق الشعبية المغربية التى احتفظت بوفائها لمطربى مصر، مطربى الزمن الجميل.

ولا يخفى على أحد الصداقة التى جمعت العندليب بالملك الراحل الحسن الثانى، والتقدير الكبير الذى كان يكنه هذا الأخير للسيدة أم كلثوم التى كانت لها زيارة تاريخية للمغرب، وهى احتفالات المملكة بعيدها الوطنى، حيث حرص الملك الحسن طوال الزيارة على أن يتابع بنفسه مقام «أم كلثوم» بالمغرب، وأن يعطى تعليماته بالسهر على راحة «أم كلثوم» ومرافقيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى