Uncategorized

صراع في الجيش الإسرائيلي بين الحكومة والدروز.. طائفة انسلخت عن العروبة منذ 80 عاما .. وسبلان واليغفوري أنبياء المعتقد الدرزي

تشهد الساحة الإسرائيلية حالة من الجدل بسبب الخلاف بين طائفة الدروز التي تخدم في الجيش وبين الحكومة، بسبب قانون القومية العنصري، الذي أعلن أن إسرائيل هي الموطن الحصري لما يطلقون عليه اسم “الشعب اليهودي” .

وعلى خلفية القانون العنصري المذكور استقال ضباط دروز من الجيش الاسرائيلي احتجاجا على قانون الأراضي اليهودي. وجاءت الاستقالات على الرغم من دعوة رئيس أركان الجيش جادي إيزنكوت “إلى إبقاء القضايا السياسية المثيرة للجدل خارج نطاق الجيش”.

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي احتواء الغضب الدرزي من خلال الدعوة إلى اجتماع مع قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل، وعلى رأسهم الوزير أيوب القرا، والشيخ موفق طريف، من أجل صياغة مشروع قانون لاحق لقانون القومية، يمنح الطائفة الدرزية وضعا خاصا، لكن هذا الاجتماع ألغي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

من هم الدروز؟

الدروز هم طائفة ذات أصول عربية، تعترف بها إسرائيل رسميا ككيان ديني منفرد له محاكم خاصة ذات الاختصاص في شؤون الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وحضانة وتبني وزعامة روحية، ويتحدث الدروز اللغة العربية، ولكنهم خالفوا التيار المركزي للقومية العربية في سنة 1948، ومنذ ذلك الحين وهم يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة كتائب حرس الحدود. وكانت الخدمة العسكرية للدروز في بادئ الأمر تعتمد على التطوع الفردي، ثم أصبحت بعد ذلك جزءا من نظام الخدمة الإجبارية، وباتت للدروز كتائب خاصة في سلاح المشارة مثل كيبة “السيف”.

تعداد الدروز في إسرائيل:

بلغ تعداد الدروز في إسرائيل بنهاية عام 2017 حوالي 141 ألف نسمة، أي بما نسبته 1.6% من إجمالي سكان إسرائيل، وحوالي 7.7% من إجمالي السكان العرب في إسرائيل. ويتركز الدروز بإسرائيل في المنطقة الشمالية، وتسكن فيها نحو 81% من الدروز، ومنطقة حيفا حوالي 19%. ويسكن 98% الدروز بإسرائيل في 19 تجمعا سكانيا، يتواجد 17 منها في المنطقة الشمالية، واثنان في حيفا.

العقيدة الدرزية :

تخلو العقيدة الدرزية من الطقوس والاحتفالات، ولا يوجد فيها تقديس للمواقع المادية، لكن الدروز حاولوا بمرور السنين القيام بعملية مأسسة للاجتماعات الخاصة بالطائفة لتتم مناقشتها في المواقع المهمة لهذه الطائفة، فأصبحت هذه الاجتماعات مع مرور الوقت بمناسبة أعياد دينية، حسبما يقول الدكتور نعيم عرايدي. وتتوزع المواقع الدرزية في مناطق الجليل الغربي الأعلى والجولان وجبل الكرمل، أو بجوار هذه القرى.

مقام النبي شعيب :

يعتبر مقام النبي شعيب من أهم المواقع بالنسبة للدروز، ويقع في منطقة حطين ويطل على بحيرة طبريا، وتقول الرواية الدرزية إن صلاح الدين الأيوبي رأى في منامه عشية معركته مع الصليبيين في ذلك الموقع ملاكا وعده بالنصر شريطة أن يركب جواده ويتجه نحو الغرب بعد المعركة، وأكد له أنه سيجد في المكان الذي سيتوقف فيه الجواد مدفن النبي شعيب. وحين تحقق الحلم، أقام الدروز ضريحا في الموقع، الذي توجد بجواره صخرة عليها أثر قدم ويؤمن الدروز بأنها قدم النبي شعيب ذاته. ويجتمع الدروز في الخامس والعشرين من شهر أبريل من كل عام، في هذا الموقع لمناقشة شؤون طائفتهم.

مقام سبلان :

يعتقد الدروز في نبي يدعى سبلان، وتقول مصادر يهودية إن سبلان هو “زبولون” الابن السادس لسيدنا يعقوب، فيما تقول المصادر الدرزية إن سبلان هو أحد الرسل الذين حملوا المعتقد الدرزي في القرن الحادي عشر. ويقع مقام النبي سبلان فوق قرية حرفيش الدرزية، ويقام فيه حفل سنوي، كما يزوره على امتداد السنة كلها من نذروا بزيارة المقام. كما يؤمن الدروز بالخضر ويعتبرونه نبيا، ويوجد ضريح له في قرية كفر ياسيف المجاورة لمدينة عكا. ويتجمع أبناء الطائفة الدرزية عنده في 25 يناير من كل عام.

مقام اليعفوري :

تقول المصادر الدرزية إنه تم إنشاء المقام تخليدا لذكرى جلوس أبي ذر الغفاري في ذلك المكان عند مروره في منطقة الجولان والذي يقع اليوم بين بساتين التفاح والكرز في المرج الذي سُمي باسمه- مرج اليعفوري، و يقوم رجال الدين من الطائفة الدرزية في الجولان والجليل والكرمل في 25 من أغسطس من كل عام عشية بداية موسم قطاف التفاح بزيارة المقام.

النبي زكريا :

ووفقا لمعتقدات الدروز فإن النبي زكريا هو النبي المذكور في القرآن، ويقع ضريحه في قرية أبو سنان المجاورة لعكا. وهو موقع متواضع وليس ثمة تأريخ محدد لعقد الاجتماعات العامة فيه. كما يولي الدروز اهتماما بمقام أبينا إبراهيم، وهو مقام صغير، لكنه يجتذب أبناء الطائفة من كافة أنحاء إسرائيل ممن نذروا بزيارته والتبرك به. ويقع المقام في بلدة دالية الكرمل على جبل الكرمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى