Uncategorized

“الأستروكس” قطار الموت فائق السرعة.. أطباء يعددون المخاطر ويكشفون كارثة أكبر

تعاطي مخدر الأستروكس أصبح ظاهرة يبذل صندوق مكافحة الإدمان جهودًا كبيرة لخفض نسبتها، للحفاظ على الشباب من الانجراف إلى هذا الخطر المدمر.

المسألة لم تتوقف عند “الأستروكس” فقط؛ بل إنه فتح باب المطالبة بضرورة استحداث مواد بقانون المخدرات تتضمن تجريم أي عشب مرشوش بأي مواد كيميائية، يثبت فنيا أنها تؤثر على الجهاز العصبي أو تضر بالصحة العامة.

“بوابة الأهرام” حاولت الاقتراب من تفاصيل هذا الخطر وجهود مكافحته.

الأستروكس ظاهرة تهدد الشباب

يقول الدكتور نبيل عبدالمقصود، مدير مركز السموم بالقصر العيني، إن انتشار تعاطي مادة الأستروكس بين الشباب في الفترة الأخيرة، أصبحت ظاهرة تهدد أمل ومستقبل الشباب، مضيفاً أنه كان قد تم تجريم، وإضافة 16 من المكونات التي يتم رشها على الأعشاب، والتي يطلق عليها لقب الأستروكس إلى جدول أول رقم 182 لعام 1960 لمعاقبة من يقوم بتداولها.

وأكد أن لب المشكلة يكمن في تواجد 150 مركبا كيميائيا آخر جاهزين للاستخدام لذات الغرض، وأن بعضهم لا يمكن إدراجه بجدول المخدرات، لأنه ليس بمخدر بل يدخل في تركيبات الأدوية العادية المضادة للمغص والقولون العصبي وغيرها. ##

وأضاف أن الأستروكس، له تأثير سلبي على الجهاز العصبي إذا استخدم عن طريق التدخين كما هو متبع في حاله تعاطي الأستروكس، مشيراً إلى أن تقنين تلك المواد بجدول المخدرات يستغرق إداريا ما لا يقل عن عام.

وأوضح الدكتور نبيل عبدالمقصود، أن الموضوع يحتاج تشريعا فوريا وفكرًا جريئًا خارج الصندوق لحماية أولادنا، مطالبًا باستحداث مادة تضاف لقانون المخدرات تتضمن تجريم أي عشب مرشوش بأي مواد كيميائية، ويثبت فنيا أنها تؤثر على الجهاز العصبي أو تضر بالصحة وبغرض الإتجار أو التعاطي، بغض النظر من مكونات المواد الكيماوية المستخدمة أو تواجدها بجدول المخدرات رقم 182 لعام 1960، وذلك للتغلب على محاولات التجار الماكرة لاستغلال ثغرات القانون الحالي لكثرة المواد غير المدرجة بالجدول، والتي تؤدي غرضهم غير المشروع في تدمير شبابنا.

صندوق مكافحة الإدمان

قال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، إن الصندوق يمثل الآلية الوطنية الرئيسة لمكافحة مشكلة المخدرات فى مصر؛ اعتمادا على إستراتيجية حديثة ومتوازنة، في إطار الإستراتيجية الوطنية لمواجهة المشكلة، والتي تنطلق من المبادئ العامة لاتفاقيات المخدرات للأمم المتحدة والالتزامات الدولية لمصر.

وأضاف عثمان، أن جهود الصندوق تشمل البرامج والأنشطة التي تساهم في الوقاية من الوقوع في مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها، ودعم وتوفير خدمات العلاج والتأهيل المجاني للمدمنين بالتعاون مع الشركاء المعنيين، ويستند الصندوق إلى عدد من مبادئ العمل الأساسية، أهمها إشراك الشباب وتفعيل دورهم في جهود الوقاية، والتركيز على الأسرة كمدخل أساسي لحماية الشباب من التدخين والمخدرات، والاعتماد على الحوار المجتمعي، وحشد جهود الجهات المعنية وشركاء الصندوق الرئيسيين، مثل وزارت الصحة والعدل والداخلية والتربية والتعليم، وغيرهم من منظمات المجتمع المدني المعنية بهذا الشأن، بما يمكن أن يعزز المبادرة المصرية فى هذا الصدد، والتركيز على الفئات الأكثر عرضة للمشكلة مع رسم برنامج متكامل للتقييم والمتابعة.

برامج وقائية للكشف المبكر

وأشار مدير صندوق مكافحة الإدمان، إلى أن جهود الصندوق تتمثل في البرامج الوقائية والكشف المبكر، حيث يوفر الصندوق البرامج الوقائية الموجهة للنشء والشباب المستندة على أدلة علمية تتبنى مكون المهارات الحياتية كآلية لتنمية قدراتهم على مناهضة مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات، وتطبيق هذه الأدلة على نطاق واسع في المؤسسات التعليمية والشبابية من الكوادر التطوعية الشابة، من خلال الكوادر التطوعية الشابة والتي يصل عددها إلى 26 ألف شاب من مختلف المحافظات في (17500) مؤسسة تعليمية وشبابية؛ وإطلاق أول دبلومة من نوعها في الشرق الأوسط لخفض الطلب على المخدرات بالتعاون مع جامعة القاهرة. ##

وأوضح الدكتور عمرو عثمان، أنه تم بناء قدرات (25 ألف) كادر في مجال خفض الطلب على المخدرات، بالإضافة إلى تصميم حزمة من الفاعليات التوعوية للفئات الأكثر عرضة للمشكلة في منطقة الأسمرات.

كما يتبنى الصندوق حملات إعلامية متكاملة تتضمن مشاركة واسعة من الشخصيات العامة والكيانات الأكثر تأثيرًا على الفئات الأكثر عرضة لخطر المشكلة، وقد وصل حجم التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي لمختلف مكونات الحملة على مدار مراحلها الأربعة وصل إلى (80 مليون) تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي انعكس على تضاعف حجم الطلب على خدمات العلاج المقدمة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بنسبة (%400)، ووصل عدد أعضاء صفحة الصندوق على (الفيس بوك) من (5 آلاف عضو) قبل الحملة إلى (حوالي 2 مليون عضو) حاليًا، يمثل الشباب (82%) منهم.

واستطرد الدكتور عمرو عثمان، أنه تم تدشين أول مرصد عربي لتتبع طبيعة التناول الدرامي والسينمائي لمشكلتي التدخين وتعاطي المخدرات، إطلاق ميثاق أخلاقي لصناع الدراما لضبط التناول الدرامي لمشكلتي التدخين وتعاطي المخدرات، مما أدى إلى خفض نسبة مشاهد تعاطي المخدرات من 4.7٪ عام 2014 إلي 3.7 ٪ عام 2017، كما تم توقيع الكشف على 10 آلاف سائق حافلة مدرسية، انخفضت نسب التعاطي بينهم من 12% عام 2015 إلى 3.6% عام 2017، وتم الكشف على 112 ألف سائق مهني، وانخفضت نسب التعاطي بينهم من 24% عام 2015 إلي 12% عام 2017.

خط ساخن للمساعدة في العلاج

ويوفر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وفقًا للدكتور عمرو عثمان، خدمات العلاج من مرض الإدمان والتعاطي من خلال الخط الساخن على الرقم (16023) على مدار 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع بدون توقف، وتتنوع الخدمات التي يقدمها الصندوق بين توفير المشورة العلاجية للأسر حول آليات الاكتشاف المبكر، وكيفية التعامل مع الحالات المرضية، ومتابعة الحالات الخاضعة للعلاج، كما يوفر برامج إعادة التأهيل النفسي والوقاية من الانتكاس لمرضى الإدمان، ويوفر الصندوق خدمات التمكين الاقتصادي لإعادة إدماج المتعافين من المخدرات في المجتمع. ##

وأضاف مدير صندوق مكافحة الإدمان، أن مشكلة تعاطي المواد المخدرة وإدمانها في مصر، أحد أهم المشكلات الاجتماعية والصحية، ويشير الوضع الراهن لهذه المشكلة في مصر إلى عديد من المؤشرات شديدة الخطورة، منها أن معدلات تعاطي المواد المخدرة في مصر تقدر بنحو (10.4%) بما يمثل أكثر من ضعف المعدلات العالمية التي تصل إلى 5%، وتبلغ نسبة الإناث بينهم 27.5%، كما تبلغ نسبة المدمنين فى مصر (2.4%) من إجمالي السكان في الفئة العمرية من 15 حتى 64 سنة، وأيضًا تدنى سن بداية التعاطي لمرحلة الطفولة والمراهقة، وتراجع دور الأسرة فى مواجهة هذه المشكلة، إذ تشير الدراسات إلى أن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين، والفئات الأكثر عرضة للتعاطي والإدمان، السائقون (24%)، العمال والحرفيون (19%)، كما أن (78%) من الجرائم غير المبررة يقف تعاطي المواد المخدرة كسبب رئيسي لها، وتشير الدراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين تعاطي المواد المخدرة ونماذج شتى من السلوكيات المنحرفة.

وتشير نتائج البحوث، إلى وجود اقتران جوهري بين تعاطي المخدرات الطبيعية والتورط في حوادث الطرق، وينطوي تعاطي المخدرات بالحقن على مخاطر أكبر بكثير من حيث الجرعات المفرطة والإصابة بما في ذلك نقل الفيروسات المنقولة بالدم، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والالتهاب الكبد الوبائى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى