محافظات

بعد قرار وزير التنمية المحلية.. سائقو التوك توك يستغيثون: هنأكل عيالنا منين

رغم انتشار التوك توك في مصر خلال الـ 20 عاما الماضية منذ بدأ استيراده خلال فترة حكومة الدكتور عاطف عبيد في تسعينات القرن الماضي، والذي تزامن مع برنامج الخصخصة وتسريح عدد كبير من العمالة الماهرة من شركات القطاع العام، حيث كان التوك توك والميكروباص والتاكسي المشروعات الأكثر استقرارًا لاستثمار مكافأة نهاية خدمة المعاش المبكر الذي خرج على إثره آلاف الشباب إلى الشارع قليل منهم وجد فرصة فى القطاع الخاص والباقى وضع تحويشة العمر في مشروعات صغيرة متعددة كان من ضمنها “التوك توك”.

ولكن كالعادة استفاقت الحكومة متأخرة، حيث ظلت تؤجل مرارًا وتكرارًا ترخيص التوك توك بشكل رسمي حتى تفاقمت المشكلة واستفحلت، فلم تجد حكومة مصطفى مدبولي سوى وقف ترخيص التكاتك الجديدة كحل لمشكلة التكاتك غير المرخصة من الأساس.

يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه عدد تلك المركبات “التوك توك”، في مصر أكثر من 3 ملايين مركبة، منها ٩٩ ألفا فقط مرخص، وفقا للإحصائية التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء شهر مارس الماضي، وهو عدد قليل جدا مقارنة بعدد التكاتك المتواجدة على مستوى الجمهورية، حيث أصبح الشباب يرى فيه حلًا لمشكلة البطالة التى يعانون منها بعد إغلاق الكثير من المصانع فى الفترة الماضية سواء عامة أو خاصة.

وفي استطلاعنا لرأي سائقى التكاتك بمنطقة فيصل حول قرار الحكومة بتقنين التراخيص ووقف التراخيص الجديدة، قال م.ح سائق توك توك في العشرينات من العمر، التوك توك يمثل حل لمشكلة البطالة للكثير من الشباب خصوصا خريجي الدبلومات الفنية في التعليم الحكومى والذي يخرج معظمهم لا يفقهون شيئا، ولا يجدون وظيفة فى مصنع أو شركة محترمة ويريدون توفير حياة كريمة لأنفسهم، فمن لديه قدر من المال يشترى توك توك ويعمل عليه أو يعمل عند أى صاحب توك توك لتوفير مصاريفه اليومية حتى يجد وظيفة تناسبه، ومنهم طلبة فى الجامعات يساعدون أنفسهم على مصاريف التعليم ومنهم من لديه أسرة ولم يجد عملا فاشتغل على التوك توك، وبالتالى فهو مصدر رزقه الوحيد والتضيق عليه يعنى حرمان آلاف الأسر من مصدر رزقها.

“هنأكل عيالنا منين” هكذا بدأ ع.أ صاحب توك توك بمنطقة فيصل حديثه، مؤكدًا أنه بعد أن تم تسريحه من إحدى شركات السيارات التى قامت بتخفيض العمالة نتيجة الظروف الاقتصادية بعد الثورة اشترى 2 توك توك، وعمل على أحدهما والآخر يعمل عليه سائقان بالأجر، مؤكدًا أن هناك 5 سائقين يعملون عليهما أي أنه فاتح 5 بيوت، إذا ألغيت التكاتك أو أصبحت ممنوعة من أين سيأكل هؤلاء ومن سيعوضهم أو يوفر لهم فرصة عمل، مؤكدًا أن التوك توك أصبح وسيلة مواصلات رئيسية لكثير من الناس خصوصا فى الشوارع الضيقة والمناطق الجديدة التى لا يجدون لها موصلات، أيضًا لمن لا يستطيع تحمل أجرة التاكسي له ولأسرته.

“يوفر لنا شغل وإحنا نسيبه” هذا ما قاله م. س سائق توك توك في العشرين من عمره، حيث أكد أنه خريج دبلوم صنايع قسم كهرباء ولم يجد وظيفة في أى شركة، كما أن شغل الشقق خطر ومرهق “ومش جايب همه” على حد قوله، فاشتغلت على التوك توك عشان أغطى مصاريفي، مؤكدًا أنه اذا تم توفير فرصة عمل كريمة له يترك التوك توك ويعمل فى الحكومة أو القطاع الخاص، متسائلًا “إزاي الدولة بتشجع المشروعات الصغيرة وعاوزة تمنع التوك توك، مشيرًا إلى أن الجرائم التي يقال إنها ترتكب من خلال التكاتك يتحدث من خلال كل وسائل النقل حتى المرخصة فالتوك توك ليس السبب فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى