Uncategorized

منع تشغيل مكبرات الصوت في التراويح يثير جدلًا.. الإفتاء: يجوز لـ«الأوقاف» تقييد المباح دفعا للضرر والإزعاج.. وأحمد حسن يهاجم الوزير: «نلغي الصلاة ونقضيها مسلسلات»

أثار قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزارة الأوقاف، بمنع تشغيل مكبرات صوت المساجد أثناء صلاة التراويح، جدلًا كبيرًا، وعلل الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، ذلك بأنه إجراء تنظيمي بحت منعًا لـ”الشوشرة” وتداخل الأصوات بين المساجد والزوايا وحتى لا يؤثر الصوت على تركيز الطلاب أثناء المذاكرة.

وشن الصقر أحمد حسن نجم الأهلي والزمالك ومنتخب مصر السابق، هجومًا على وزير الأوقاف بعد قراره بمنع مكبرات الصوت بالمساجد في صلاة التراويح.

وكتب «الصقر» عبر حسابه على تويتر: «بعد منع وزير الأوقاف لمكبرات الصوت في صلاة التراويح، الناس خارج المسجد هتصلي إزاي، مضيفًا «طيب ما تمنع صلاة التراويح أحسن، ونقضيها مسلسلات».

حكم غلق مكبرات الصوت

أوضحت دار الإفتاء الحكم الشرعي في ذلك، مؤكدة أن الفقهاء نصوا على أنه يُشرَع للإمام أن يجهر بتكبيرات الإحرام والانتقال بين أركان الصلاة ليُسمِع ‏المأمومين حتى يتسنى لهم متابعةُ حركاته والائتمامُ به، ومقتضى هذا أنه لا يُشرع له ما زاد ‏على ذلك، وإذا كانت إقامة الصلاة في المساجد والأذان من الشعائر المأمور بها فليس من ‏مقصود الشرع وغاياته إسماع الناس صلاة الجماعة وقراءتها الجهرية وتلاوة القرآن من المذياع والدروس الدينية؛ فإن تنبيه الناس إلى ‏الصلاة إنما يحصل بالأذان الذي شُرع للإعلام بدخول الوقت، والإقامة التي شُرعت لتنبيه ‏المنتظرين للصلاة إلى الشروع فيها.

وبيّنت: أنه إذا وجد وليُّ الأمر ممثَّلًا في وزارة الأوقاف حصولَ ضررٍ وإزعاجٍ للناس في تشغيل مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة أو غيرها من إذاعة ودروس ونحوها فإن له أن ‏يمنع ذلك؛ فإن الشرع أجاز له تقييد المباح للمصلحة، فكيف إذا لم يكن هناك ما يدل على ‏مشروعية ذلك أصلًا، وتصير مخالفته حينئذٍ بإذاعة الصلوات عبر المكبرات الخارجية حرامًا لكونها افتياتًا على الإمام؛ لوجوب طاعته في غير معصية الله تعالى، والله تعالى يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ»، بالإضافة إلى ما في ذلك من أذًى للخلق وإزعاج للناس في كثير من الأحيان.

حتى لا تكون العبادة مصدر تنفير للناس

واستنكر الشيخ أحمد ممدوح، مدير الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، تشغيل بعض المساجد مكبرات الصوت الخارجية أثناء الصلوات، والقراءة، مشددًا على أن هذه الأمر يصيب البعض بالنفور من العبادة.

ووجه «ممدوح»، رسالة قائلًا: «ارحموا الناس من استعمال العبادة لتكون أداة من تنفير الناس من العبادات»، مشددًا على أن ينبغي اقتصار مكبرات الصوت الخارجية للمساجد على الأذان والإقامة، أما الصلوات فتكون عبر المكبرات الداخلية للمسجد، متسائلًا: «ما ذنب الناس أنها تسمع الصلوات في المُكبرات الخارجية مثل التراويح والتهجد، فربما يكون أحد الأشخاص مريضًا أو طالبًا يُذاكر دروسه».

وصلات تعذيب للناس:

وطالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بإغلاق مكبرات الصوت الخارجية في نقل الصلوات، والاقتصار على السماعة الداخلية في المسجد.

وأشار «كريمة» إلى أن تشغيل مكبرات الصوت الخارجية للمساجد أثناء الصلاة مُزايدة ورياء، ووصلات تعذيب للناس، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالتخفيف في الصلاة المفروضة، لأن في الناس المريض والضعيف وذا الحاجة.

وتساءل العالم الأزهري، «ما ذنب المريض والمعاق، والطلاب المُجْهدين من الامتحانات بأن يسمع إلى الحادية عشرة مساءً شعائر نقل الصلوات، فمتى يخلد الناس إلى النوم والراحة، مضيفًا: ما أمر الإسلام بهذا، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى