إعلانات بالطرق
وعاني جميل السيد وزوجته من عدم الإنجاب ولجأ لنفس الطبيب الذي تملأ إعلاناته الطرق الزراعية وداخل قرى محافظة الغربية “بعت اللي وراي واللي قدامي عشان اجيب عيال وقولت اعمل العملية بتوأم، وطلب ضعف المبلغ لما قولت عاوز ولد علي الاقل، ولكن شاء القدر الولد يتوفي والبنت تعيش”.
يبرر جميل إقباله على تحديد جنس المولود “الولد عزوة ودا بيخلي الدكاترة تستغل ده وعشرات الحالات بتلجأ للحقن المجهري وهي معندهاش مشكلة خلفة ولكن عاوزة الولد وممكن العملية تفشل أكثر من مرة”.
سعر الجراحة
وهو ما حدث مع جاره “منعم.م”، الذي دفع قرابة 40 ألف مقابل حلم الانجاب لذكر “بعد ما عملنا العملية، فشلت، والدكتور قال ده ضعف منها.. وممكن تعيد تاني، بس أجيب له من فين 40 ألف تاني”.
إغراءات الطبيب
بالتواصل مع الطبيب المذكور “ج.م”، بادعاء الرغبة في إجراء تحديد لجنس المولود بالحقن المجهري، رد قائلا “عملية الحقن المجهري مضمونة جدا واختبار الأجنة المتكونة في المعمل عن طريق أجهزة حديثة لمعرفة الأجنة الذكور والإناث وزراعة النوع المطلوب من الأبوين، والعمليه حلال 100% ولا توجد بها شبهة حرمانية طبقا لفتوى الأزهر اذا توافرت شروط معينة من أهمها أن لا يكون الابوين او احدهما يزدري او يحقر جنس معين سواء ذكر او انثى.
ضعف التكلفة
وحول التكلفة “تكلفة تحديد نوع الجنين تساوي ضعف تكلفة الحقن المجهري العادي ويضاف إليها تكلفة فحص الأجنة وهذه الإضافة قد تزيد بزيادة عدد الأجنة المراد فحصها”.
هوس إنجاب الذكر
وعلقت الطبيبة ميرفت احمد، استشاري أمراض النساء، بنفس المحافظة، أن هناك هوسا على تحديد جنس المولود لإنجاب الذكر، ويدفع “الغلابة” الاف الجنيهات مقابل ذلك “للأسف في أطباء بيستغلوا ده وده بيتم أثناء عملية الحقن المجهري العادية، واختيار نوع الجنين يتم أخذ خلية واحدة من الجنين سواء في مرحلة الثمان خلايا أو مرحلة البلاستوسيست، والتعرف علي عدد ونوع الكروموسومات”.
“حيث إن الجنين الذكر تحتوي خلاياه علي كروموسوم اكس وكروموسوم واي بينما يحتوي الجنين الأنثى تحتوي خلاياه علي وزج من الكروموسومات اكس ولا يحتوي علي كروموسوم.. وبعد ذلك يتم وضع الأجنة من النوع المرغوب في رحم الأم ويتم تجميد باقي الاجنة..تشرح طريقة تحديد جنس المولود.
طلاق بسبب الإناث
وكشفت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن 12 ألف حالة طلاق تحدث سنويًا بسبب إنجاب الفتيات، وملل الزوجة من الاستمرار في الإنجاب إلى ما لا نهاية حتى تحقق رغبة الزوج في إنجاب الذكر، وتشير نفس الدراسة إلى أن 92% من الرجال المصريين يفضلون إنجاب الذكور على الإناث.
جواز تحديد الجنس
فيما صدرت فتوي عن دار الافتاء، بجواز التدخل الطبى لتحديد نوع الجنين ما لم يُشَكِّل اختيارُ أحد الجِنسين ظاهرةً عامة، ما يجوز للإنسان أن يعمل على زيادة نسبة اختيار نوع الجنين بما ينصح به المختصون فى ذلك –مِن اختيار نوع الغذاء، أو توقيت الجماع قبل التبويض أو أثنائه، أو غربلة الحيوانات المنوية، أو غير ذلك مِن الأساليب التى يعرفها أهلُها– فكذلك يجوز التعامل المجهرى مع الكروموسومات والمادة الوراثية (DNA) لنفس الغرض؛ إذ ليس فى الشرع ما يَمنع مِن ذلك على المستوى الفردي.
موروث اجتماعي
وعلقت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع، إلى أن تلك المفاهيم والموروثات الاجتماعية الراسخة في مجتمعاتنا من أيام العصر الجاهلي، ولا بد أن تكون هناك استراتيجية متكاملة لإحداث التغيير، من خلال تكامل دور الثقافة الدينية والطبية والإعلامية، التي يجب أن تلعب دورها قبل الزواج وليس بعده فقط.
