Uncategorized

روسيا تستأنف الشراكة الإستراتيجية مع القاهرة.. لافروف وشويجو يبحثان آلية «2+2» بعد زيارة ترامب للشرق الأوسط.. وملفا «الضبعة» و«السياحة» على رأس أجندة المباحثات

في سلسلة من الاجتماعات واللقاءات، يشهد قصر الرئاسة اليوم، الاثنين، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيري الخارجية والدفاع الروسيين “سيرجي لافروف” و”سيرجي شويجو” في إطار تفعيل آلية العمل “2+2″، وتمثل هذه الزيارة الروسية الأولى من نوعها منذ الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع مع وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي إلى موسكو في فبراير 2014 والتقيا خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، ردا على زيارة لافروف وشويجو للقاهرة في نوفمبر 2013 ولقائهما مع الرئيس المصري المؤقت السابق عدلي منصور، وتعد هذه الزيارة مهمة، ولاسيما بعد زيارة ترامب للشرق الأوسط واللقاء الثنائي الذي جمعه بالرئيس السيسي على هامش قمة الرياض، إضافة للتطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا وتوجيه ضربات جوية مصرية لمدينة درنة.

ولم تكن فترة الانقطاع التي طالت لما يزيد على ثلاث السنوات تعني جمودا في العلاقات بين البلدين، وهي التي شهدت العديد من الزيارات الرسمية واللقاءات على مستوى القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي سواء في موسكو أو سوتشي أو القاهرة، إلى جانب لقاءاتهما على هامش المنتديات والمحافل الدولية والتي كان آخرها في قمة العشرين في الصين نهاية العام الماضي.

في البداية قال الدكتور نبيل رشوان، الخبير بالشأن الروسي، إن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويجو للقاهرة اليوم، الاثنين، تأتي في إطار تنشيط العلاقات بين البلدين والتي ظلت راكدة لفترات،و لاسيما بعد زيارة ترامب للشرق الأوسط وتنامي العلاقات المصرية الأمريكية في الفترات الأخيرة.

وأوضح “رشوان”، في تصريح خـاص لـ”صدى البلد”، أن الزيارة تعد امتدادا لاستئناف المحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع، مشيرًا إلى أن استمرارية التواصل بين الجانبين تعد مهمة للغاية في ظل تسارع وتيرة الأحداث بالشرق الأوسط.

وأضاف أن الزيارة تهدف في دفع جمود العلاقات السياسية والدبلوماسية الذي شهده الجانبان مؤخرا، كما ستتم مناقشة عودة السياحة الروسية لمصر.

وأوضح أن الملف السوري سيكون حاضرا بقوة على طاولة المفاوضات، وكذلك الوضع في ليبيا والشرق الأوسط واستئناف عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يتطلع لخطوات جادة في القضية الفلسطينية الفترات المقبلة.

من جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويجو للقاهرة اليوم، الاثنين، تأتي في إطار استئناف المباحثات بين الجانبين بصيغة “2+2” والتي نصت عليها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي جرى توقيعها في القاهرة عام 2009، لافتًا إلى أنها كانت متوقفة الفترات الماضية.

وأوضح “الزنط”، أن الزيارة ستتناول عددا من الملفات المشتركة التي تتعلق بالبلدين عسكريا واقتصاديا وسياسيا، مشيرًا إلى أن ملفات سوريا واليمن وليبيا ستحظى بالأولوية، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي أحدثتها مصر في ليبيا، وطرح الرؤية الروسية على طاولة المفاوضات، ولاسيما بعد زيارة حفتر لروسيا والتي تمت بتنسيق مصري – روسي بعد عجز الاتفاق مع الجانب الأمريكي لإمدادهم بالأسلحة.

وأضاف أن الزيارة ستنهي ملفي “عقود الضبعة النووي””و”السياحة الروسية”، المعلقين، موضحًا أن روسيا أرهنت عودة سياحتها لمصر لحين توقيع عقود الضبعة أولا.

وحول تعاقب الزيارة الروسية للقاهرة بعد زيارة ترامب الشرق الأوسطية، قال مدير مركز الدراسات السياسية، إن مصر تدير علاقاتها الخارجية بشكل واعٍ ومتوازن في ظل ارتفاع مستوى العلاقات المصرية الأمريكية الفترات الأخيرة، إلا أن العلاقات المصرية الروسية تتسم بالاستقرار والأصالة.

في سياق متصل، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرجي لافروف، وسيرجي شويجو للقاهرة اليوم، تأتي في إطار استئناف العمل بآلية “2+2″، بعد الجولة الثانية بموسكو في فبراير 2014 عندما كان عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع، وثبات العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن تسارع وتيرة الأحداث بالشرق الأوسط تحتم ضرورة انتظام هذه الزيارات بشكل متبادل وعودة العلاقات لطبيعتها.

وأوضح حسن، أن الزيارة الروسية تأتي في ظل مستجدات متسارعة في المنطقة، ولاسيما بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للقمة العربية الأمريكية، التي عقدت في المملكة العربية السعودية، وأيضًا عقب التطور الأخير الذي حدث في الأزمة الليبية، وقيام مصر بعمليات عسكرية مباشرة ضد مراكز تدريب الإرهابيين على الأراضي الليبية.

وأضاف أن المباحثات التي تعقد اليوم بين سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسي، مع نظيره المصري سامح شكري، تهدف لتفعيل مذكرات التفاهم وتحويلها للاتفاقات قابلة للتنفيذ، والتي توقفت بين الجانبين المصري والروسي بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، مشيرًا إلى أن عودة السياحة الروسية للقاهرة ستحظى بالمناقشة على طاولة المفاوضات.

ولفت إلى أنه ستتم مناقشة عودة الإرهابيين بعد سقوط معاقلهم في الرقة بسوريا والموصل بالعراق، مؤكدًا أن الزيارة الروسية إلى القاهرة تؤكد على ضرورة عودة العلاقات الثنائية.

ونوه بأن الزيارة الروسية للقاهرة تهدف لمعرفة خبايا اللقاء الثنائي الذي تم بين السيسي وترامب بالرياض.

وأكد أن الاجتماع بصيغة 2+2 تعد الثالثة من نوعها، حيث عقدت الجولة الأولى في القاهرة نوفمبر 2013، والثانية بموسكو في فبراير 2014؛ وذلك محاولة لتنشيط العلاقات وبحث ملفات أبرزها مشروعات الطاقة، مشددًا على أن العلاقات بين القاهرة وموسكو ستقفز لأعلى مستوى حال اتخاذ روسيا خطوات جادة لعودة السياحة الروسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى