منوعات

قصة أزمة تسببت فيها زوجة «توفيق الحكيم» قبل استلامه قلادة النيل من «ناصر»: «أوعى تنحني وأنت بتستلمها»

بعد سنوات طويلة من خدمة الأدب والفنون بدأت الدولة تشعر بأهمية ما يقدمه الأديب «توفيق الحكيم» والذي يعد أحد أهم الكوادر الأدبية في تاريخ مصر الحديث وهو ما دفع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لإصدار قرار بمنحه وسام النيل أرفع وسام مصري على الإطلاق.

توفيق الحكيم ولد في 9 أكتوبر 1898 في الإسكندرية، لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء في قرية الدلنجات إحدى قرى مركز ايتاي البارود بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين ويعتبر من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.

إلا أن الرجل الذي عرف بـ«عدو المرأة» كان في موقف لا يحسد عليه قبل استلام الجائزة بسبب امرأة هي زوجته حيث أصرت على أنها لن ترضى عن استلامه الجائزة لو انحني أمام الرئيس جمال عبد الناصر.

ووفقًا لصحيفة الأخبار فإن الموقف الطريف الذي جمع بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم، وكان السبب زوجة الحكيم، بعد عدة تحذيرات ساقتها للكاتب الكبير قبل أن يتسلم قلادة النيل تكريما له من عبد الناصر.

عندما ذهب الحكيم، إلى احتفال تم تنظيمه ليتسلم القلادة، قالت له زوجته: احذر أن تحني رأسك أمام عبد الناصر، وأنت تتسلم القلادة، كررتها أمامه أكثر من مرة فسألها الحكيم: وكيف لا أنحني برأسي أمامه، وهو رئيس الجمهورية، فقالت له في ثقة: أنت في عيوني أعظم من الرئيس، أنت أهم رجل في الدنيا، ولا تنس نصيحتي لك عندما ينادون على اسمك.

وتروي الصحيفة أن زوجة الحكيم، جلست أمام التليفزيون تنتظر اللحظة التاريخية، اقترب الحكيم، من عبد الناصر، في خطوات ثابتة ووقف أمامه كالصقر، لم تنخفض رأسه، وصافح الرئيس، وقامته مرتفعة ثم تسلم القلادة، ومازالت قامته مشدودة حتى عاد إلى مقعده وسط تصفيق الحاضرين.

وقالت زوجة الحكيم: “تابعته في التليفزيون ولاحظت أنه لم ينحن برأسه أمام الرئيس، وسعدت بذلك أكثر مما سعدت بالوسام”.

ومُنحت قلادة النيل لعدد من الشخصيات التي أثرت الحياة المصرية بأعمالها، فمنحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أيضا إلي كل من: أحمد لطفي السيد، رئيس مجمع اللغة العربية في عام1959، والفريق عزيز المصري أحد قادة الجيش المصري قبل الثورة، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في عام 1965، كما مُنحت لرائد الاقتصاد المصري طلعت حرب.

وعلى المستوى الفني كان من بين الحاصلين عليها موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم التي حصلت عليها عام ١٩٧٥، أما في مجال الأدب فكانت من نصيب الكاتب الكبير توفيق الحكيم في العام نفسه.

وكانت قلادة النيل من نصيب الذين شرفوا اسم مصر بحصولهم على جائزة نوبل، وهم الأديب العالمي نجيب محفوظ عام 1988، والعالِم الدكتور أحمد زويل عام 1999، فضلا عن الدكتور محمد البرادعي عام 2006، وكيل مؤسسي حزب الدستور والرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية.

كما حصل عليها الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للهيئة العامة للأمم المتحدة، وجراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب.

وعلى المستوى الديني حصل عليها الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، والبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى