Uncategorized

السيسي: توفير حياة آمنة لمواطنينا هو أبسط حقوق الإنسان التي تفرضها علينا مسئولياتنا.. ونواصل البحث حول أفضل سُبل التصدي لأزمة الهجرة غير الشرعية.. ونسعى لتوفير فرص عمل جديدة للشباب

عقدت صباح اليوم، الثلاثاء، القمة الثلاثية الخامسة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي نيكوس انستسيادس ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن فعاليات القمة بدأت بجلسة مباحثات بين الرئيس السيسي والرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال القمة تأكيد أهمية آلية التعاون الثلاثي والإشادة بما تعكسه دورية اجتماعاتها من قوة العلاقات بين الدول الثلاث وحرصها على مواصلة تعزيز أطر التعاون القائمة وتوسيعها لتشمل مجالات جديدة.

كما تناولت المباحثات استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية، ومن بينها مركز الإبداع المشترك لتكنولوجيا المعلومات بمدينة برج العرب، والذي قام القادة الثلاثة بافتتاحه عقب جلسة المباحثات بالفيديوكونفرانس.

كما تم التأكيد على الآفاق الرحبة المتاحة لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وأهمية استكشاف الفرص المتوفرة لتعزيز​ العمل المشترك في شتي القطاعات، وبما يوفر فرص عمل جديدة للشباب في الدول الثلاث، ويلبي تطلعاتهم نحو المستقبل.

وذكر السفير بسام راضي أن القمة الثلاثية تناولت عددًا من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، خاصة في ضوء التوقيت الدقيق والتطورات المتلاحقة والمتشابكة التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وشرق المتوسط، وتم التوافق خلال المباحثات على مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مُجمل تلك التطورات، وأكدت الدول الثلاث التزامها بالعمل المشترك على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والاستقرار والتنمية، فضلًا عن تعزيز جهود مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدي للخطر الذي يمثله على مقدرات شعوب المنطقة والعالم.

وعقب انتهاء أعمال القمة​، تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي بين الدول الثلاث، كما ​عقد الرئيس والرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:
“فخامة الرئيس “نيكوس أنستاسيادس”، رئيس جمهورية قبرص
معالي رئيس الوزراء “أليكسيس تسيبراس” رئيس وزراء جمهورية اليونان

السيدات والسادة،

أود في البداية أن أعرب مجددًا عن خالص التقدير لصديقي فخامة الرئيس “أنستاسيادس”، لما لقيته من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ وصولي أمس إلى نيقوسيا، وأن أؤكد اعتزازي بمقابلة صديقي معالي رئيس الوزراء ” تسيبراس”، في اجتماعنا الخامس اليوم في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان.

السيدات والسادة،
تدركون أن آلية التعاون بين بلادنا بدأت بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وترسيخ العلاقات السياسية المستقرة بين دولنا، إلا أنني أستطيع أن أؤكد وكُلّي ثقة، أن تلك الآلية تحولت منذ إطلاقها من القاهرة في 11 نوفمبر 2014، إلى أحد أهم أركان الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.

ولست الآن في مجال استعراض العلاقات التاريخية الوثيقة بين بلادنا، أو أن أشيد بالدور الذي قامت به حضاراتنا على مدار التاريخ وما قدمته للإنسانية طوال قرون مضت، وإنما أود أن أوضح أن تلك الآلية تستهدف استمرار دور بلادنا في المستقبل لضمان أمن واستقرار المنطقة ورخاء شعوبنا.

لقد تناولنا في قمتنا اليوم سُبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلادنا، ومتابعة تطور المشروعات المشتركة والمجالات الجديدة للتعاون المشترك، بما يحقق أهدافنا في توفير فرص عمل جديدة لشباب بلادنا، الذي يتطلع إلينا اليوم ليرى نتائج ملموسة على الأرض، تصون مصالحه وتضمن مستقبله.

وفي هذا السياق تظهر مجالات واعدة للتعاون، كالطاقة وإعادة تدوير المخلفات، بما تُحققه من تنمية مستدامة لمواردنا، كأحد أهم سُبل تأمين مستقبل تلك الأجيال والحفاظ على ثرواتها.

كما كان من الطبيعي في ضوء العلاقات التاريخية بين شعوبنا، منذ كانت مصر وطنًا ثانيًا للعديد من القبارصة واليونانيين المقيمين فيها، أن نتفق على عقد أسبوع بعنوان “الجاليات المصرية اليونانية والقبرصية لإحياء الجذور”، يقوم خلاله أصدقاؤنا اليونانيون والقبارصة الذين سبق وأن أقاموا فى مصر بالعودة إليها لمدة أسبوع خلال شهر يناير 2018 وزيارة الأماكن التي كانوا يقيمون بها.

السيدات والسادة،
انطلاقًا من شعور كامل بالمسئولية تجاه المنطقة التى ننتمي إليها، فإن مصر وقبرص واليونان تلتزم ببذل جميع الجهود الممكنة لمحاولة إعادة الأمن والاستقرار لمنطقة شرق المتوسط، والتصدي بكل حزم للمشكلات التي تعاني منها تلك المنطقة. وكما أكدت بالأمس عقب لقائي مع فخامة الرئيس “أنستاسيادس”، تظل القضيتان القبرصية والفلسطينية ذات أولوية خاصة في إطار المباحثات بيننا.

وفي هذا السياق، تظهر أيضًا أزمات مثل ليبيا وسوريا، وعدد من الأزمات الأخرى، كتحدٍ لنا للحفاظ على المبادئ الثابتة للقانون الدولي من جهة، ومُساندة تلك الدول وشعوبها لتخطي الأزمات الراهنة والمخاطر التي تتعرض لها من جهة أخرى.

كما يظل الإرهاب خطرًا كبيرًا يهدد شعوب المنطقة، بل والإنسانية كلها، الأمر الذي يستدعي تكاتف كافة الدول وتسخير إمكانياتها للتصدي له، باِعتبار أن توفير حياة آمنة لمواطنينا هو أبسط حقوق الإنسان التي تفرضها علينا مسئولياتنا، فضلًا عن أهمية مجابهة الفكر المتطرف بمختلف أنواعه.

واتصالًا بذلك، نواصل التباحث حول أفضل سُبل التصدي لأزمة الهجرة غير الشرعية، التي نتجت عن الأوضاع التى تتعرض لها منطقة شرق المتوسط، وذلك من خلال مدخل شامل ومتكامل يعالج جذور تلك الأزمة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، بجانب التصدي لمظاهرها من الناحية الأمنية.

وختامًا، فإنني أجدد شكري للسيد الرئيس “أنستاسيادس”، والسيد رئيس الوزراء “تسيبراس”، متطلعًا أن تشهد قمتنا المقبلة مزيدًا من العمل المشترك من أجل تعزيز التعاون بين دولنا، وأن تُعقد فى أجواء أكثر استقرارًا لمنطقتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى