Uncategorized

الجهود المشتركة بين الأزهر والفاتيكان فى نشر السلام العالمي.. «الطيب وفرنسيس» شخصيتان تصنعان الفارق بقراراتهما الحكيمة.. مناصرة الضعفاء وإيواء المشردين وخطوات حثيثة لتصحيح مفاهيم مغلوطة

نشرت بوابة الأزهر الإلكترونية تقريرا مفصلا عن دور الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، فى نشر السلام العالمى.

ونرصد فيما يلى أبرز ما جاء فى التقرير.

يلعب الدين دورًا كبيرًا في الأحداث اليومية والمعاصرة، فضلًا عن كونه طريقًا للصفاء النفسي ورحلة للتعرف على الخالق، ويُعد أحد أهم المكونات التي تشكل هوية الفرد في المجتمع، والتي من خلالها يتشكل سلوك الفرد تجاه الآخرين.

وفي ظل التحديات المعاصرة التي يحفل بها القرن الحادي والعشرون، تضاعفت الجهود على المؤسسات الدينية العريقة التي تأخذ على عاتقها أداء هذه الأمانة على أتم وجه، كي ينعم الناس كل الناس بالسلام وليستقيم ما اعوج من أمور الحياة، يأتي على رأس هذه المؤسسات الأزهر الذي كان ولم يزل كيانًا صلبًا راسخًا ينير الطريق أمام الجميع، يخوض التحديات ويواكب ما استجد من مستحدثات العصر، يحارب كل منشق عن تعاليم الدين السمحة، ويجابه كل مخالف بغير حجة أو بينة، يمد يد السلام والمودة للجميع على اختلاف الأجناس والأعراق والديانات.

لقد تعانقت كل من يد السلام ويد المحبة منذ أن استأنف الحوار بين الأزهر والكنيسة، ليتخذ نمطًا أكثر قوة وصلابة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها قامتان كبيرتان تحملان على عاتقهما هموم شعوب وأجيال مستقبلية، شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.

صرحان كبيران، جمعتهما دراسة العقيدة والفلسفة قبل أن تجمعهما الأعباء الدينية، ومساعيهما المشتركة في نشر السلم والسلام العالمي، فالمقدمة المختصرة السابقة تشير إلى المسار التعليمي والمهني لقداسة البابا والإمام الأكبر، وتبرز من خلالها القواسم المشتركة بينهما، بداية من دراسة الفلسفة التي كان لها بالغ الأثر في تكوين شخصية كل منهما، وأثمرت أيضًا فيما بعد بتطبيق بعض نظرياتها على القضايا الشائكة التي اختلف فيها الأقدمون ثم الجانب الأكاديمي في حياتهما، فمن معلم يخاطب طلابه، إلى إمام وحبر يخاطب قلوب الناس وعقولهم يتجسد فيهما صوت السماء ليخاطب النور الإلهي الذي استودعه الله في البشر، فتَرِقُ به الأنفس، وتهتدي به العقول، ويسترشد به كل باحث عن الطريق.

الإمام الأكبر وقداسة البابا، شخصية تصنع الفارق بقراراتها الحكيمة، ومواقفها النبيلة التي تنُم عن بصيرة ودراية ثاقبة بمجريات الأمور، الشخصية التي لا تتردد في المضي قدما فيما هو صالح للعباد والبلاد، رغم الانتقادات التي لا تتوقف، فالشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الشخصية المسلمة التي جعلت من الأزهر مكانًا وملتقى للحوار فأسس بيت العائلة المصرية، المكان الذي يشعر فيه الزعماء الدينيون المسيحيون كما لو كانوا في بيتهم.

ففي هذا الملتقى يُنزع فتيل التوتر الطائفي وتحل المشاكل على نفس النهج الذي يحدث داخل العائلة المصرية، كما أسس بيت الزكاة والصدقات المصري، في صورة من صور إيصال الحقوق إلى أهلها وسد حاجة المحتاجين دون الحاجة إلى سؤال الناس.

كما يترأس الإمام الأكبر مجلس حكماء المسلمين، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السِلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية، بهدف المساهمة في تعزيز السِلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمة الإسلامية في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتشرذم.

سافر الإمام الأكبر في رحلات عديدة داعيًا إلى السلام وناشرًا روح التسامح والتعايش ونبذ العنف والكراهية، فتجده في فرنسا مؤازرًا ومساندًا لضحايا الإرهاب الغاشم في مسرح الباتاكلان مستنكرًا أي عمل إرهابي، ومن قلب البرلمان الألماني يصرح بأن “قادة الرأي الدينيين تقع عليهم مسئولية كبيرة في نشر ثقافة التعايش والتسامح، وأن جميع الأديان تتبرأ من الإرهاب والقتل وترويع الآمنين”.

ومن قلب إيطاليا بداخل دولة الفاتيكان يمد يد السلام والمحبة مصافحًا للمرة الأولى، بصورة مفعمة بالشجاعة والمثابرة والتسامح والمعايشة، قداسة البابا فرنسيس، ليقول للعالم أجمع إن الإسلام يشجع ثقافة الحوار خصوصًا مع الأديان المختلفة، وإن السلام والتسامح والحوار واحترام إنسانية الآخر مهما كان دينه أو لونه أو عرقه، هي تعاليم أقرتها جميع الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية.

كما لا ينسى مسلمي الروهينجا، حيث ناشد مسلمي بورما الصمود في وجه العدوان الغاشم، معلنًا: “نحن معكم ولن نخذلكم” وتنفيذا لهذا الوعد، أرسل الإمام الأكبر، وفدًا من إدارة القوافل الطبية والإغاثية بالأزهر الشريف، ووفدًا من الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلادش، لمعرفة الواقع على الأرض ولرفع الاحتياجات العاجلة للاجئين، من مواد إغاثية ومعيشية.

ودعا الإمام الأكبر قداسة البابا فرنسيس إلى المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الذي عقد في 27 أبريل 2017، وحضره لفيف كبير من الشخصيات الدينية والسياسية المرموقة، من بينهم الإمام الأكبر، وقداسة بابا الفاتيكان، وغبطة البطريرك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، حيث اجتمع، على أرض مصر الكنانة مهد الحضارات ومسرى الرسل والأنبياء، رأسا الكنيسة الشرقية والغربية تحت قبة الأزهر الشريف بالإضافة إلى العديد والعديد من الطوائف والمذاهب المختلفة، بروتستانت وإنجيليون وزرادشتيون ورؤساء ووزراء وأكاديميون من مختلف المجالات، في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الحدث المهيب الذي إن دل فإنما يدل على مساعي الأزهر الحثيثة إلى نشر ثقافة السلام والسلم العالمي، وتفعيل ثقافة الحوار مع الآخر، إعمالا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، واستجابة للأمر الإلهي: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.

قبل أن نتعمق في شخصية البابا فرنسيس، وفي علاقته مع الآخر، تحديدًا موقفه من الإسلام، نلقي الضوء على جزء هام في حياة البابا فرنسيس والذي ربما لا يعرفه الكثيرون.

يقول أنطونيو فرراي، رئيس تحرير جريدة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية: “البابا فرنسيس رجل مواكب للعصر الحالي، للألفية الثالثة، رجل كريم وواقعي، البابا الذي يعرف كيف يكون إنسانًا، يفكر في شئون الضواحي، والفقراء، والمهاجرين، والمنبوذين، والمرضى والمهمشين، الرجل الذي لا يعتقد في الحروب باسم الدين، والذي يحترم الإسلام، ويترنم بالرحمة والغفران، وتشهد عظاته المقتضبة يوم الأحد إشارة إلى الإنجيل والتعاليم المقدسة، وتدور في محورها حول المشاكل الحياتية التي تعصف بنا، وفي عظاته يستقبل الناس كلامه بمحبة وقناعة تامة.

وربما قد أثر في الكثيرين بشكل مباشر، تحية “مساء الخير” التي ألقاها بعد تنصيبه، حيث تلك العفوية التي تنم عن أدب، من رجل مهذب أرجنتيني ذو أصول إيطالية، عندما شرعت في الإصغاء إليه بإنصات، أبهرني هذا النغم الآسر، حقًا إنه من خوري عالمي، عطوف، متسامح وبلا أضغان.

البابا فرنسيس يثبت وبقوة أنه بابا يحمل رسالة السلام للجميع “بالرحمة والغفران والسلام”، انطلقت مسيرة البابا فرنسيس معلنًا عن يوبيل استثنائي “يوبيل الرحمة” في عام 2015، جاء في نص مرسوم الدعوة: “نحن بحاجة على الدوام للتأمل بسرّ الرحمة، إنه مصدر فرح وسكينة وسلام، إنه شرط لخلاصنا، الرحمة: هي الشريعة الأساسية التي تسكن في قلب كلّ شخص عندما ينظر بعينين صادقتين إلى الأخ الذي يلتقيه في مسيرة الحياة، الرحمة: هي الدرب الذي يوحد الله بالإنسان، لأنها تفتح القلب على الرجاء بأننا محبوبون إلى الأبد بالرغم من محدوديّة خطيئتنا”.

عُرف البابا فرنسيس بقربه من العامة وبنشاطه ومساعيه الرامية لدفع الظلم عن الضعفاء ومناصرة كل ذي حاجة بحق، في صورة حية لنشر تعاليم الكتاب المقدس من تسامح ومحبة وسلام بين سائر البشر.

ساهم البابا فرنسيس كذلك بدور كبير كقائد ديني سياسي في إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا، وقد أقر له بذلك، كل من الرئيس باراك أوباما والكوباني راؤول كاسترو، وقام قداسة البابا فرنسيس مؤخرًا بزيارة رسولية إلى ميانمار وبنجلادش، بدأت في السادس والعشرين من نوفمبر واستمرت حتى الثاني من ديسمبر من العام 2017، التقي قداسة البابا خلالها عددًا من القادة السياسيين ورجال الدين.

وفيما يخص مسلمي الروهينجا، بكى قداسة البابا من أجلهم وطلب منهم العفو والصفح بسبب اللامبالاة العالمية تجاه قضيتهم كما أكد وقوفه بجانبهم في هذا الوضع القاسي.

وقال أثناء عودته وهو على متن الطائرة: “لقد بكيت مع الروهينجا، إنهم يريدون إبعادهم عن المشهد تمامًا فلا يريدونهم حتى أن يتحدثوا معي ولكنى لم أسمح بذلك فتحدثت معهم ونطقت باسمهم”، وركز البابا فرنسيس في خطابه في بنجلادش قائلًا: “إن العالم يحتاج إلى قلب نابض يقاوم بقوة فيروس الفساد السياسي والأفكار المدمرة ومحاولات غض الطرف عن حاجات الفقراء واللاجئين والأقليات المضطهدة، ويل لمن يؤجج الانقسام والكراهية والعنف باسم الدين”.

لم يكن البابا فرنسيس ببعيد عن الأحداث الراهنة في العالم العربي، حيث ناشد الأحزاب العرقية والدينية في العراق الاتحاد من أجل السلام قائلًا: “إن ثروة الشعب العراقي العزيز تكمن في لوحة الفسيفساء التي تُظهر الوحدة رغم الاختلاف، والقوة في الاتحاد، والازدهار في التناغم”.

ولم يغُفل البابا فرنسيس عن الأحداث الراهنة في العالم والخطر النووي الذي يهدد الجميع، حيث استقبل قداسته المشاركين في ندوة دولية حول نزع السلاح النووي، والتي دعا إليها قداسة البابا، وأكد في هذا السياق، حسب ما أوردت إذاعة الفاتيكان، أن العلاقات الدولية لا يجب أن تخضع للقوة العسكرية والترهيب المتبادل، وعرض الترسانات الحربية، واعتبر فرنسيس أن أسلحة الدمار الشامل، لاسيما تلك الذرية، تقدم شعورًا مزيفا بالأمن، ولا يمكن أن تشكل ركيزة للتعايش السلمي بين أعضاء العائلة البشرية الواحدة.

أبرز ما يتبادر إلى الذهن أثناء الحديث عن شخصية استثنائية، كشخصية قداسة البابا، هو موقفه الشجاع في عدم وصف الدين الإسلامي بالإرهاب، كما أنه قد صرح في لقاء له على متن الطائرة، عقب الرحلة إلى كراكوف قائلًا: “يوجد في كل الأديان بعض من الأقلية المتطرفة إنها حقيقة لا تحتاج إلى نقاش، لمن لا يضع غطاء عينين، سواءً أكان غطاءً سياسيًا أم عقائديًا، هؤلاء المتطرفون متواجدون في الإسلام، وفي العالم المسيحي وفي إيطاليا، وبين اليهود”.

واستكمالًا للجهود المشتركة بين الأزهر والفاتيكان، وتعزيزًا لمفهوم الحوار مع الآخر، قام الإمام الأكبر أحمد الطيب بزيارة إلى العاصمة الإيطالية، روما، في السادس من نوفمبر عام 2017؛ للمشاركة في النسخة الثالثة للحوار بين الشرق والغرب، الذى تنظمه جمعية “سانت إيجيديو” بالتنسيق مع مجلس حكماء المسلمين، والذي عقد في السابع من نوفمبر من العام الحالي.

وعلى هامش زيارة الإمام الأكبر إلى روما، التقى رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني الذي أشاد من جانبه بجهود الأزهر الشريف في مجال الحوار بين الشرق والغرب ومكافحة الإرهاب، كما أكد جنتيلوني خلال الاجتماع على العلاقات العميقة بين مصر وإيطاليا، مشيدًا بالدور الذي لعبه الأزهر في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب، معربًا عن تقديره للدور الذي يقوم به الأزهر في مكافحة التطرف والإرهاب.

تجدر الإشارة هنا إلى الدور الكبير الذي يبذله الأزهر الشريف في مكافحة هذا السرطان الذي استشرى في كثير من البلدان، الإرهاب الأسود الذي لا دين له، فقد أنشأ الأزهر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركزًا للفتوى الإلكترونية، ومركزًا للترجمة؛ لرصد وتتبع كل ما يصدر عن الحركات الإرهابية في العالم، وتفنيد مزاعمهم وأقوالهم الواهية، وتحصين الشباب العربي والأوروبي، وأن تكون هذه المراكز قناة تواصل بين الشرق والغرب، عين ناظرة مطلعة على ما يدور في العالم، وناقلة لتعاليم الدين الإسلامي الوسطى السمحة ومتابعة لشئون الجاليات المسلمة في مختلف البلدان.

كان من بين أصداء زيارة الإمام الأكبر الأخيرة إلى روما، لقاء إذاعي أجرته إذاعة الفاتيكان مع البروفيسور أندريا ترنتيني، أحد أبرز المسئولين في جمعية سانت إيجيديو، عن زيارة فضيلة الإمام الطيب، قال فيه ترنتيني: “إن الاندماج المباشر، لمؤسسة كبيرة بحجم الأزهر وإمامها الأكبر، الذي يعد أحد أهم القيادات السنية، في الحوار من المؤكد أنه أمر إيجابي ولكنني أود التركيز على أنه ليس فقط حوار إسلامي – مسيحي، ولكنه حوار بين حضارتين وعالمين يجب عليهما سويًا إعادة اكتشاف لغة تفاهم مشترك لأن مشكلة “الآخر” هي معضلة القرن الحادي والعشرين”.

وأكد ترنتيني في ختام حديثه، أصالة الإمام الأكبر الذي أظهر وما زال يبدي للعيان ميله للقاء الآخرين وفهمهم على النحو الأفضل، وبعد تصريحات ترامب عن القدس التي وقعت يوم الأربعاء 6 ديسمبر لعام 2017، دعا كل من البابا والإمام الجميع إلى الالتزام بالوضع الراهن.

وحذر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه في الخامس من ديسمبر مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى مدينة القدس، قائلًا: “لو فُتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستُفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق”، مؤكدًا أن الإقدام على هذه الخطوة سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويُهدّد السلام العالمي، ويُعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.

وفي بيان لاحق، شدد الإمام الأكبر على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم؛ حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمون، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودًا جديدًا يُغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه.

وأكد الإمام الأكبر أن ما يعانيه عالمنا العربي والإسلامي من مشكلات وحروب، يجب ألا يكون ذريعة أو عذرًا للقعود عن التحرك الفاعل لمنع تنفيذ هذا القرار المجحف وغير المقبول، كما يجب على المجتمع الدولي ومؤسساته، أن تأخذ بزمام الأمور، وتبطل أي أثر لهذا القرار، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف.

وفي ضوء هذه التطورات الخطيرة، دعا الإمام الأكبر شيخ الأزهر لعقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس في يناير 2018، بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المَعنية؛ لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتُبطل هذا القرار المرفوض الذي يَمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم. في حين وجه قداسة البابا الأربعاء السادس من ديسمبر 2017 نداءً من أجل القدس قائلًا: “لا يمكنني أن أخفي قلقي العميق إزاء الوضع الذي طرأ في الأيام الأخيرة. وفي هذا الوقت، أوجه نداءً قلبيًا كي يلتزم الجميع باحترام الوضع الراهن للمدينة، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. إن القدس هي مدينة فريدة، مقدسة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين، حيث تُبجل فيها الأماكن المقدسة للأديان، وتحمل أيضا دعوة خاصة إلى السلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى