فى وداع «القليوبى»..أحب «السينما» وخلٌد سير عشاقها وحارب لإنقاذ تراثها
كتب _مصطفى حمزة
رحل عن عمر يناهز ال74عامًا، المخرج د.محمد كامل القليوبى، تاركًا خلفه تاريخًا طويلًا من الإبداع، ووصورة مشرفة لفارس سينمائى لم يرفع يومًا “الراية البيضاء” فى معاركه، من أجل إنشاء”أرشيف” للسينما المصرية.
حيث مثل الفنان الراحل محمود عبد العزيز شخصية “حسن” بطل فيلمه الشهير “البحر بيضحك ليه”، وكان”القليوبى”، المولود فى مايو 1943،شغوفًا بإنجاز ما يحلم به لا ما تفرضه عليه الظروف، فبعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، أصر على دراسة السينما التى وقع فى غرامها، ثم سافر إلى موسكو للحصول على الدكتوراه فى “فن السينما” من معهد السينما الاتحادى قبل أن يعود “أستاذا” فى معهد السينما الذى كان بالنسبة له “أرض الأحلام”.
وقبل أن يصل لرئاسة المركز القومى للسينما، كان “القليوبى” مفتونًا برد الجميل لكل من اعتبرهم مثله “عشاق” سينما، فكتب وأخرج مجموعة أفلام تسجيلية توثق لرحلتهم، وكان فى مقدمتهم “محمد بيومى”، والذى يعد الأب الشرعى للسينما المصرية والعربية، وقدم عنه فيلم “وقائع الزمن الضائع”، وسعى الراحل، لتخليد “أسطورة روزا اليوسف”،و”يحيا الضاحك الباكى ” لنجيب الريحانى” فى فيلمه “فى ستين ألف سلامه”.
اما على مستوى السينما الروائية فوضع “القليوبى” بصماته بها مؤلفًا ومنتجًا ومخرجًا،من خلال أفلامه “ثلاثة على الطريق، والبحر بيضحك ليه، وتفرج يا سلام”،وأحلام مسروقة”، قبل أن يتجه إلى الدراما التليفزيونية ويقدم مسلسلين بها هما “الأبن الضال، وبعد الطوفان”.
وشهدت مسيرة المخرج، والحائز على جائزة الدولة التقديرية، ترشيح فيلمه “خريف آدم” لتمثيل مصر بمنافسات الأوسكار عام 2002، كأفضل فيلم “أجنبى”، وحالت الظروف الإنتاجية دون أنجازه لمشروعه السينمائى الثالث مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز، وهو فيلم “الهتيف”.
ومنذ بدايات مشواره وحتى آواخر أيامه كان “القليوبى” يحارب على كافة المستويات، رافعًا شعار “لا تراجع ولا استسلام”، قبل إنشاء أول “سنماتيك” مصرى، مؤكدًا على أهمية وجود “أرشيف” يحفظ كنوز وتراث السينما المصرية.