مقالات واراء

كارثة بيئية في بحيرة قارون : أحمد البري

قضيتنا اليوم، عن بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، فهي من المناطق التي تتجه إليها الأنظار، بعد أن تعددت صرخات المقيمين حولها، وقرر مجلس النواب مناقشة مشكلاتها لوضع حلول عاجلة لها، فلقد وصل معدل ملوحتها إلى 42%، وأصبحت مكانًا لإلقاء مخلفات الصرف الصحي من القرى والمناطق المحيطة بها.

إن هذه البحيرة من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، وتتميز بوجود تكوينات جيولوجية مهمة علميًا وتاريخيًا، وبها مجموعات نباتية متنوعة، ومناطق أثرية فرعونية ورومانية وقبطية، مثل (منطقة الكنائس- معبد الصاغة- معبد قصر قارون)، وأيضًا بعض الحفريات النباتية والحيوانية، وقد تم إعلانها محمية طبيعية عام 1989، ولكنها تعرضت للإهمال فارتفعت فيها معدلات التلوث مع مرور الوقت، نظرًا لإلقاء صرف منازل القرى الواقعة عليها فيها، بالإضافة إلى عشرات القرى، التي لا يوجد بها صرف صحي، وتلقي بصرف منازلها في مصرف “البطس”، الذي يصب مياهه في البحيرة، وهكذا تحولت إلى خزان صرف صحي، ترتفع فيه نسبة التلوث البيولوجي، وتنتشر الحشرات الضارة التي تقضي على الأسماك التي تتكاثر بها.

وأدت مشكلات البحيرة – التي تتفاقم يومًا بعد آخر بسبب ارتفاع نسب التلوث فيها – إلى تضرر 6 آلاف صياد يعملون في الصيد منها، ولا يجدون مصدر رزق بعد قضاء التلوث على الأسماك، التي لا يوجد من أنواعها شيء سوى الجمبري الذي لا ينمو، وتمتد رحلاتهم في مياهها إلى ساعات، وللأسف تعود مراكبهم كما انطلقت.

لقد آن الأوان لاتخاذ إجراءات فورية لوقف الكارثة البيئية التي تتعرض لها البحيرة، بمنع الصرف فيها، ومحاسبة المخالفين، وتوقيع عقوبات رادعة ضدهم، وإنشاء مصنع لاستخراج الملح منها، مما يضيف بُعدًا جديدًا للاقتصاد القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى