Uncategorized

سوريا وصراع النفوذ بين إيران وتركيا.. «غصن الزيتون» تشعل التوتر بين أردوغان وروحاني.. طهران تظهر «العين الحمراء».. وأنقرة تتجاهل قتل جنودها

وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأربعاء، إلي العاصمة الإيرانية طهران، عقب حدوث توتر في العلاقات بين البلدين بسبب الحملات التركية في سوريا.

وطمأن وزير الخارجية التركي الرئيس الإيراني حسن روحاني، في لقاء جمع بينهما خلال زيارته، أن عملية “غصن الزيتون” التي تقوم بها تركيا في منطقة عفرين بشمال سوريا مؤقتة، والهدف منها القضاء علي الإرهاب في المنطقة.

ونقلا عن وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية، نفي أوغلو وجود أية نوايا لدى تركيا في تملك تلك المنطقة، وأكد لروحاني أن واحدا من أهداف الولايات المتحدة الأمريكية هو إحداث الوقيعة بين إيران وتركيا، وأن علي الدولتين التصدي لتلك المساع بكل قوة.

بدأت تركيا بشن هجومها العسكري على منطقة عفرين والذي أطلقت عليه عملية “غصن الزيتون”، في 20 يناير الماضي، وزعمت أنها تحارب وحدات حماية الشعب، والتي وصفتها بـ”الإرهابية” معتبرة إياها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وجاءت ردة الفعل الإيرانية بشكل فوري، تندد بإعتداء تركيا علي الأراضي السورية،
وفي اليوم التالي اتصل رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية محمد باقري، بنظيره التركي خلوصي اكار للإستفسار بخصوص العمليات التركية في عفرين.

وافادت وكالة “تسنيم” الايرانية للانباء ان رئيس الأركان التركي نوه في هذا الاتصال الى ان السبب الرئيسي لبدء عملية القصف المدفعي التركي في منطقة عفرين هو تجمع المجموعات الارهابية في هذه المنطقة ومواجهة تهديدات هذه المجموعات على القرى والمدن الحدودية مع تركيا.

وأضاف أن هذه الهجمات تأتي في اطار حق الدفاع المشروع ، ولفت الى أن تركيا تحترم وحدة الاراضي السورية وستلتزم بالاتفاقيات التي جاءت خلال المباحثات الثلاثية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا.

وبدوره شدد باقري علي ضرورة عدم المساس بوحدة واستقلال وسيادة سوريا، وأنه يجب على تركيا أن تصرح بأنه ليس لديها اطماع في سوريا.

فيما استمر الموقف الإيراني الرافض للعمليات التركية في عفرين حيث نقلت وكالة انباء “إيرنا” ماقاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن “التدخل العسكري التركي في شمال سوريا يهدد الأمن النسبي المتوفر فيها وسيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية.

وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن العملية العسكرية التركية في عفرين بشمال غرب سوريا لن تحقق أهدافها.

وعلي الجانب الآخر ترى تركيا الموقف الإيراني نوعًا من نكران الجميل، حيث وقفت أنقرة بشكل قوي مع طهران أثناء التظاهرات الأخيرة، وكانت تتوقع دعمًا في المقابل.

وقالت وكالة “الأناضول” إن “رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، أبلغ نظيره التركي الجنرال خلوصي أكار، بأنه أصدر توجيهًا لوسائل الإعلام بعدم نشر أي أخبار وتقارير سلبية ضد العملية”.

ولخصت الوكالة الرسمية التركية، مجموعة أخبار من أهم الوكالات والصحف الإيرانية وعلى رأسها “وكالة مهر الرسمية، وفارس، وصحيفة روزنامة إیران”، وموقعا “انتخاب، وعصر إيران، وصحيفة اعتماد” المحسوبين على التيار الإصلاحي.

واتفقت جميع وسائل الإعلام على خطاب موحد يهاجم العملية التركية بعنف، دون أن يتطرق إلى ممارسات ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية ، زاعمةً أن الغارات الجوية ضد المدنيين الأكراد.

كما واصلت تركيا التقدم في حملتها، وظهر ذلك عندما هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 26 يناير الماضي، من جديد بتوسيع الهجوم التركي على جيب عفرين ليشمل مدنًا أخرى في شمال سوريا، من أجل القضاء على أي وجود لوحدات حماية الشعب الكردية .

وفي خطاب تلفزيوني نشرته وكالة “أناضول” التركية، وعد أردوغان “بتطهير” منبج التي تبعد نحو مئة كيلومتر إلى الشرق من عفرين وتتواجد فيها قوات أميركية إلى جانب الوحدات الكردية وبعدم ترك أي إرهابي حتى الحدود العراقية.

وهذا ما جعل الرئيس الإيراني يجدد رفضه لغصن الزيتون، وقال إن الهجوم التركي المستمر على عفرين لا يخدم مصالح أي بلد في المنطقة، مؤكدًا أنه قال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي نشرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية تفاصيله، إن “التوتر في شمال سوريا لا يفيد أحدًا”.

وفيما هو معلن فإن الموقف الإيراني المعلن ظل ثابتا تجاه عملية غصن الزيتون، لكن هل ترفض إيران بالفعل التدخل التركي؟ وإن كانت إيران ترفض، فهل السبب الحقيقي هو بدعى الحفاظ علي السيادة السورية وحمايتها من الحرب الأهلية؟

غالبية مقالات الرأي المنشورة في الصحف الإيرانية اتفقت على أن الخلافات الحادة بين واشنطن وأنقرة حول مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد “داعش” تسببت في الإجراءات التركية الأخيرة، محذرين من امتداد “عدوى التنافس” إلى علاقات تركيا مع الأطراف الدولية الأخرى المنخرطة في سوريا، وخاصة إيران وروسيا.

فبينما اعتبر بعضهم التدخل العسكري فرصة لتشكيل “محور إيراني-تركي- روسي” في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، فإن فريقًا آخر قد حذر من تهديدات العملية العسكرية التركية للمصالح الإيرانية في سوريا، خاصة أن تركيا لم تتحرك صوب عفرين إلا بعد استقبالها الضوء الأخضر من الكريملين.

واعتبر البعض الآخر أن هذا التدخل يهدد التواجد الإيراني في سوريا، حيث توجد معسكرات إيرانية بالقرب من منطقة عفرين.

في سياق متصل، أعلنت تركيا مقتل جندي وإصابة 6 آخرين في هجوم بالصواريخ وقذائف الهاون استهدف إحدى نقاط المراقبة التي يقوم الجيش التركي بتأسيسها في محيط إدلب، وتعرف باسم “نقطة المراقبة رقم 6″، في ال6 من فبراير الجاري.

واتهم بيان رئاسة أركان الجيش التركي “إرهابيين”، دون تحديد انتمائهم، بتنفيذ الهجوم، في حين أكد ناشطون سوريون أن تركيا ردت باتجاه مناطق تسيطر عليها مليشيات إيرانية.

ومثلت تلك الواقعة رسالة إنذار تشي بعدم قبول إيران أية احتمالات لتعرض نفوذها في سوريا للخطر علي يد نفوذ تركي قد يزحف نحوها.

وفيما يبدو أن الرسالة وصلت بشكل واضح للجانب التركي، حيث جاءت زيارة وزير الخارجية التركي لإيران اليوم لتهدئة التوتر في العلاقات التركية الإيرانية، ولتمهد لقمة ثلاثية قادمة.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، أن قادة تركيا وروسيا وإيران يمكن أن يعقدوا قمة ثلاثية قريبًا من أجل تقييم شامل لمساري أستانة وسوتشي والتطورات في سورية.

وقال قالن خلال مؤتمر صحافي في المجمع الرئاسي بأنقرة، نعمل على قمة ثلاثية متعلقة بمساري سوتشي وأستانا، وجار العمل على تحديد الزمان والمكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى