Uncategorized

تركيا تواصل استفزاز قبرص وتهدد اكتشافات «إيني» شرق «المتوسط».. والعالم يطالب أنقرة باحترام سيادة نيقوسيا والتراجع عن الأعمال العدائية.. وأردوغان يزعم: المياه القبرصية أمن قومي تركي

تواجه تركيا، اليوم، الثلاثاء، انتقادات بعد أن واصلت سفنها الحربية عرقلة حفار الشركة الإيطالية “إيني” من الوصول إلى موقع استكشاف الغاز قبالة قبرص؛ حيث تقوم شركة الطاقة الايطالية بالحفر لاستجلاب الغاز.

وكانت سفن تابعة للبحرية التركية، قد أوقفت السبت الماضي، سفينة الحفر “سايبم 12000” تابعة لشركة الطاقة الإيطالية “إيني” والتي كانت في طريقها لمنطقة الاستكشاف 3 داخل المنطقة الاقتصادية لجمهورية قبرص بحجة وجود أنشطة عسكرية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية، نيكوس كريستودوليدس، اليوم ، في بيان وجهه إلى وسائل الإعلام في نيقوسيا أن الحفار ما زال يرتكز على بعد 30 ميلا (50 كيلومترا) من هدف الحفر قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد.

وأضاف أن الحكومة و”إيني” تركزان على ضمان مواصلة عمليات الحفر كما هو مقرر، موضحا أن السفن الحربية التركية منعت أيضا السفن التجارية الاخرى من الاقتراب من المنطقة، مشيرا إلى المناورات العسكرية الجارية.

وتقول قبرص أن تركيا تلاحظ جيدا حظر أي نشاط عسكري في المنطقة بموجب القانون الدولي، وأي تحرك في هذا الاتجاه يعتبر انتهاكا وباطلا قانونيا.

وفي عام 1974، انقسمت قبرص إلى جنوب قبرصي يوناني حيث تجلس الحكومة المعترف بها دوليا، وشمال قبرصي تركي لا تعترف به سوى تركيا، ويتركز فيه أكثر من 35 ألف جندى تركى.

وتعارض تركيا عملية التنقيب عن النفط، قائلة: إنها تتجاهل حقوق القبارصة الأتراك الانفصاليين في الموارد الطبيعية للجزيرة.

وتقول الحكومة القبرصية أنها تتمتع بحق سيادي في التنقيب عن الغاز، وإذا نجح البحث فإن أي دخل يتقاسم بشكل منصف إذا تم توحيد الجزيرة.

وأدانت وزارة الخارجية اليونانية ما قالته تركيا من عدم احترام للقانون الدولي و”الانتهاك الصارخ” لحقوق السيادة القبرصية، معتبرة أن سلوك تركيا “الاستفزازى” ليس مناسبا لبلد عمل على الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وحذر الاتحاد الأوروبي تركيا من عدم احترام أراضي الدول الأعضاء، مطالبا بتجنب تفاقم التوترات.

وانضمت قبرص إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004، ولكن الجزء الجنوبى فقط يتمتع بمزايا العضوية الكاملة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مينا اندريفا “أن تركيا تحتاج الى الالتزام بشكل جلي بعلاقات حسن الجوار، وتجنب اى نوع من مصادر الاحتكاك أو التهديد أو الإجراء الموجه ضد دولة عضو”.

وقال “تاسك” في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر” أنه تحدث إلى الرئيس القبرصى نيكوس دعا تركيا إلى “تجنب التهديدات والأعمال” ضد أعضاء الاتحاد الأوروبي، والالتزام “بتسوية النزاعات بالوسائل السلمية”.

وكانت تركيا قد أصدرت بشكل روتيني في الماضي عبارات بالمناطق المعلنة جنوب قبرص للقيام بتدريبات بحرية ردا على التنقيب في الجزيرة.

ولكنها المرة الأولى التي اتخذت مثل هذه الخطوة بمنع سفينة تابعة لشركة “إيني”، مطلع الأسبوع الجاري من الدخول إلى المواقع العمل، بعد أن أعلنت قبرص أن “إينى” اكتشفت إمكانية وجود وديعة غاز كبيرة في هدف آخر جنوب غربي الجزيرة.

وردت شركة “إيني” على الاستفزازات التي تمارس هناك، وأكد المتحدث الرسمي باسم الشركة الإيطالية أن سفينة التنقيب “سايبم 12000” التي اعترضتها سفن عسكرية تركية يوم الجمعة الماضية، ستبقى في مكانها إلى أن يتم حل الوضع الذي نجم عن النشاط العسكري التركي في منطقة شرق المتوسط.

وقال المتحدث باسم الشركة، في تصريحات لوكالة الأنباء القبرصية، أن “إيني” يمكن أن تؤكد أنه بعد ظهر يوم الجمعة اضطرت سفينة سايبم 12000 إلى وقف رحلة انتقالها إلى موقع جديد، عندما أوقفتها السفن العسكرية التركية، وطالبتها بعدم مواصلة الإبحار لوجود أنشطة عسكرية في المنطقة المراد الانتقال إليها”.

وأضاف أن السفينة “نفذت الأوامر بتعقل وأنها باقية في موقفها بانتظار تقييم الوضع”.

ووفقًا لصحيفة “قبرص ميل” فإن السفينة تعتزم البدء بعمليات الحفر لحساب “إيني” في بلوك 3 في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، مشيرةً إلى أن الحكومة القبرصية على اتصال مستمر بنظيرتها الإيطالية، وشركة “إيني”، معربة عن تفائلها بأن الوضع سوف يحل قريبًا، وأن قبرص أبلغت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بآخر التطورات.

وكانت “إيني” أعلنت الخميس الماضي” عن اكتشاف الغاز النظيف في منطقة الاستكشاف 6 في المياه القبرصية، في بئر كاليبسو 1، والذي تم حفره على عمق 2074 مترًا من سطح المياه، ويصل إلى عمق إجمالي نهائي يبلغ 3827 مترًا، حيث وجد عمود غاز كبير في صخور من العصر الميوسيني والكريتاسي، والذي وفقًا لإيني أن التعاقب الكريتاسي له خصائص خزان ممتاز.

من جانبه، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، إن بلاده تتخذ جميع الخطوات الدبلوماسية اللازمة بهدوء لتجنب التصعيد، وذلك تعليقا على الاستفزازات من الجانب التركي الذي أوقفت سفن قواته البحرية، سفينة كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز المكتشف في المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص في شرق البحر المتوسط.

وقال الرئيس القبرصي – في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القبرصية الأحد الماضي – إنه يراقب ببالغ الأسف التحركات التي قامت بها تركيا خلال الساعات الأخيرة.

وعلى الجانب الآخر، زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حق بلاده في الدفاع عن أمنها القومي، مبررا ما تقوم به السفن الحربية التركية قبالة السواحل القبرصية.

وقال أردوغان، في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم الثلاثاء، أن بلاده لم تعد ضعيفة، وسترد على أي اعتداء عليها على حد وصفه، قائلا: “تركيا لم تعد تلك الدولة الضعيفة التي كانت تخضع للأوامر، بل أصبحت دولة قوية لا تسمح بالاعتداء عليها”.

وعن التهديد المحتمل للمناوشات التركية مصالح مصر الاستراتيجية في شرق البحر المتوسط، أكد السفير القبرصي في القاهرة، عدم قدرة انقرة على تهديد المصالح القبرصية المصرية في البحر المتوسط؛ لاسيما وأن الاتفاقية بين مصر وقبرص قد أبرمت منذ سنوات، وتم اكتشاف الغاز بالفعل وتم الإنتاج، وبالتالي ليس لديهم ما يهددون به مصالحنا المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى