لقي ما لا يقل عن 76 شخصًا مصرعهم في الحرائق التي اندلعت في اليونان، وصدمت العالم بصورٍ للفاجعة المرعبة، بعدما أتت النيران في الأماكن التي اشتعلت فيها على كل شئ، لدرجة إن الكثيرين لم يجدوا سوى البحر مهربًا لهم من الحرائق التي إن لم تشوي أحدًا، قامت بخنقه بأدخنتها.
والتقطت عدسات المصورين العالمين، صورًا رهيبة للحرائق التي أتت على الفنادق والشواطئ والغابات والمنازل والمقاهي والسيارات، فجعلت من يعيش في دوائر الكارثة كأنه يعيش في جحيم حقيقي.
وأفاد شهود عيان بحكاياتهم عن الكارثة، حيث فقد الكثيرون عائلتهم وذويهم أثناء عمليات الهروب، وفقد البعض أطفالهم، بينما فقد البعض الآخر أزواجهم أو زوجاتهم إما بالموت أو بالافتراق في الأماكن المختلفة.
وكانت شجاعة البعض في الإنقاذ حاضرة في أذهان الكثيرين، بعدما قالوا إن الأمور اندلعت فجأة “مثل قاذف اللهب”، وهو ما ترك ما لا يقل عن 76 قتيلا ، بما في ذلك الأطفال الصغار.
وغرق الكثير من اليونانيين والسائحين من الجنسيات المختلفة عندما انقلب بهم قارب أثناء محاولته الفرار من الحرائق التي كانت بدايتها في الغابات ودفعتها الرياح.
وكانت أم وابنها من بولندا من بين القتلى عندما انقلبت السفينة في المياه وسط البحار العاتية بعد أن استقبلت الضيوف الفارين من الحرائق ومن فندق ماتي ، المكان الذي بدأت منه الكارثة.
ويبعد منتجع ماتي 25 ميلا من العاصمة اليونانية أثينا.
وفي المنتجع قالت صحيفة ديلي ميل وصحف دولية أخرى، إن المنتجع والأماكن المجاورة، لقي فيها عدد من المصطافين والسكان المحليين حتفهم حرقًا حيث شوتهم النيران وهم أحياء، وبعضهم ظلوا محاصرين في سياراتهم في الاختناقات المرورية، حيث حاول المئات الفرار من الجحيم المحتدم، الذي التهم أكثر من ألف منزل.
وكان الاندفاع نحو الماء هو السبيل الوحيد للهروب بالنسبة لمعظم القرويين، لكن البعض – بما في ذلك العائلات التي لديها أطفال- هلكوا خلف جدار من اللهب والدخان السام بينما اجتاحت “النيران السريعة” سفوح التلال إلى البحر في أقل من عشر دقائق.
وعُثر على جثث متفحمة على طريق ضيق مسدود بحركة المرور في القرية، وهو ما قاله عمدة محلي.
بعض الناجين قضى ساعات وحولهم سحب من الرماد على حافة مياه البحر بينما كانوا ينتظرون المساعدة ويراقبون مدينتهم تحترق.
في نفس المنتجع، وجد المسؤولون المرعوبون 26 جثة، لعائلات تجمعوا بإحكام في “محاولة أخيرة لحماية أنفسهم”، وكانوا على بعد أقل من 100 قدم من البحر وقاموا على ما يبدو بمحاولة يائسة للهروب من الفيلات الخاصة بهم، ولكن انتهى بهم الأمر محاصرين بين النار والمنحدرات.
وماتت فتاة واحدة عندما حاولت القفز في الماء.
وطلب المسؤولون من الطائرات الأمريكية بدون طيار مراقبة أي نشاط مشبوه والكشف عنه، حيث ظهر 15 حريقًا في نفس الوقت في ثلاث مناطق مختلفة بالقرب من أثينا، و ربما من قبل المجرمين الذين ينوون نهب المنازل بمجرد هجرها من قبل السكان الفارين.
مدفوعة برياح تصل إلى 65 ميل في الساعة ودرجات حرارة 104 فهرنهايت (40 درجة مئوية) ، وصفت السلطات أن البلاد تمر بأسوأ حرائق للغابات اليونانية خلال عقد من الزمان، واعتبر ما حدث “مأساة وطنية” و “كارثة كتابية بخسائر بشرية”.
وكان أحد أصغر الضحايا رضيعًا يبلغ من العمر ستة أشهر توفي نتيجة استنشاق الدخان.
وقالت فرقة الإطفاء في البلاد إن شدة وانتشار حرائق الغابات في ماتي تباطأت مع هبوط رياح، لكنها ليست تحت السيطرة الكاملة بعد.
