منوعات

قصة الملوخية.. أدخلها المعز مصر كدواء ومنعها الحاكم بأمر الله بسبب دمشق

لم يكن نبات «الملوخية» موجودًا في مصر وتم دخوله وزراعته لأول مرة في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، ولدخولها تاريخ أشبه بالقصة، فقد كان تناولها للملوك فقط ثم انتشر بين العامة.
غزا القائد جوهر الصقلى مصر عام 973 م، وأقام الخليفة المعز فيها، وكان يشكو من التهابات في المعدة، فوصف له الأطباء علاجًا له أوراق كانت تسمى «الكوريت»، فأمر الخليفة بأن تزرع بعض شجيراته في حدائق القاهرة حتى يستطيع استعمالها كلما احتاج إلى ذلك.
وقاد العظماء ورجال الحاشية، الخليفة، وزرعوا نبات «الكوريت» واستعملوا أوراقه كدواء يشفي من أمراض المعدة، وبمرور الوقت، استحسنوا مذاق أوراقه فأضافوه إلى قائمة الخضروات الشهية.
وعرف نبات «الكوريت» باسم «الملوكية» نسبة إلى الملك الذي كان أول من زرعها، واعترى الاسم بعض التغيير على ألسنة الشعب فأصبح «ملوخية»، وفقًا لما ذكر في كتاب «حقول الذهب»، الذي خصّص المقريزي فصلاً كاملاً فيه، عن الملوخية وطريقة طهيها وبداية زراعتها.
ومرّ تاريخ الملوخية في مصر بأزمة شديدة عام 1805، كادت أن تقضي عليها لولا تمسك الشعب بها، فقد أصدر الخليفة الفاطمي «أبو علي منصور بن عبدالعزيز» الذي عرفه التاريخ باسم الحاكم بأمر الله، أمرًا من أوامره الشاذة الذي اشتهر بها حرم فيه على الشعب نوعين من الطعام، أكل الجرجير في البند الأول، ومنع زراعة الملوخية أو أكلها في البند الثاني، ويرجع السبب في تحريم الحاكم بأمر الله لأكل الملوخية إلى كراهيته الشديدة لأهل دمشق، الذين يرجع أصلهم إلى الخليفة الأموي معاوية، الذي كان يحب الملوخية جدًا.
استاء الشعب حينها بشدة من قرار الحاكم، فقد كانت من أحب المأكولات إليهم، وبعض منهم عمل على زراعة «الملوخية» في أماكن نائية وتهريبها إلى الشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى