منوعات

بعد فيديو الطفل الباكي.. ورقة وبونبوناية مفتاح دخول هيام لقلب طلابها

بعد فيديو الطفل الباكي .. قطع من الحلوى تطويها ورقة ملونة تحمل عبارة “عام دراسي سعيد ..أ/ هيام لغة عربية”، هكذا جلست هيام، مدرسة اللغة العربية بمرحلتي الروضة والابتدائية في إحدى المدارس الخاصة بالقاهرة، تعدها بعناية شديدة وحب لاستقبال الطلاب الجدد بـ”كي جي 1″ أملًا منها في إقامة علاقة حب بينها وبين طلابها منذ أول يوم دراسة ومواجهة ظاهرة الطفل الباكي.

لكن خطط هيام لمواجهة ظاهرة الطفل الباكي تجلت في استقبال الأطفال كل عام، حيث تجد أن الأطفال هم من يستقبلونها، لكن الهدايا البسيطة والكلمات الرقيقة تعد بالنسبة لـ”هيام” مهمة كبرى لكي تهدئ بها مخاوف طفل يترك حضن أمه لأول مرة “أول يوم دراسة في كي جي 1 أو الروضة بيكون صعب وبحاول أهدي الطفل وكمان الأم لأن الاتنين بيكونوا بيعيطوا، وبندمج الأطفال في الاحتفالات اللي بنعملها ليهم ونعملهم فوتوسيشن ونلعب سوا وهكذا”.

5 أعوام كانت فيها هيام الشابة العشرينية أما وليست مدرسة، فتقول هيام لـ”صدى البلد”: “بحس إنهم أولادي الجدد، وحتى الطلاب القدامى اللي مبقتش بدرسلهم بطلع أشوفهم كل يوم وألعب معاهم ونتكلم مع بعض”، على مدار هذه الفترة تحولت العلاقة بينهم لمودة حقيقية، يقلقون عليها ويحزنون إذا غابت عنهم “لو عندي امتحان أو مروحتش يسألوا عليا، حتى أمهاتهم بيسألوا”.

“أنا كل اللي بعمله معاهم إن ببقى رد فعل لبراءتهم، بتعامل بهدوء، بحب أتكلم معاهم واعرف شخصية كل واحد وهو مميز في إيه، وألعب على ميزة كل واحد وأنميها” ذلك المفتاح السحري التي تفتح به قلوب الأطفال، وتضيف هيام قائلًة: “أنا بحب أعملهم الكروت والهدايا البسيطة ديه بإيدي لأنها بتفرق معاهم وبيحسوا فعلا بتقدير إنه حد تعب وعملهم حاجة بإيده حتى لو بسيطة، حتى الأنشطة مثلا أسد، أرنب، بطة، لما بعملها لهم بيفضلوا محتفظين بيها”.

تحولت ضفة هيام من العمل في مجال الإعلام للتدريس بعد أن وقعت في غرام الأطفال وبراءتهم “كائنات بريئة لسه متلوثتش لا بيعرفوا يأذوا ولا بيخدعوا، فقررت أدخل عالمهم وأكون معاهم، ورجعت أذاكر تاني وعملت دبلومات في التربية وغيرها وأنمي نفسي، لأكون في مستوى التعامل مع الأطفال”.

وخلال الأعوام التي عملت فيها “هيام” في مجال التدريس، تعرضت لنفس موقف الطفل الذي طلب من المعلمة أن ينام ربع ساعة “اتعرضت لنفس الموقف ولكن مش بنفس البؤس ولا القهر، أنا كنت بشرح للأولاد ومركزين، فجأة ولد جالي قالي عايز أنام، قولتله طيب تعالى نجرب نصحصح شوية؟ قولتله نغسل وشنا ونيجي، راح غسل وشه وقالي لسه عايز أنام، قولتله طيب تعالى نقول لصحابنا نقوم نعمل آيروبكس؟ وقومنا عملنا آيروبكس دقيقتين كده”.

واستكملت “هيام”: “جالي تاني قالي عايز أنام برضه، قولتله طيب إحنا كنا هننزل نلعب فالجنينة شوية بعد ما نخلص الدرس بس خلاص إنت هتنام الوقت ده نبقى ننزل بكره عشان إنت شكلك فعلا عايز تنام، تاني يوم شرحت له إنه مكانش عايز ينام، هو بس مكانش عايز نشرح دلوقتي وكان عايزنا نلعب، واتفقنا إننا هنعمل كل حاجة عشان نقدر نعمل كل حاجة في وقتها.. واقتنع بكلامي فعلًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى