Uncategorized

باحثون في الفيزياء : عمرو خالد يحارب الإلحاد بالدعوة له .. يسرد تفسيرات خاطئة للقرآن .. ويزيف حقائق علمية ثابتة

واصل متخصصون في مجال الفيزياء وباحثون مصريون في جامعات اوروبية تفنيد إدعاءات الداعية عمرو خالد، في سلسلة حلقات برنامجه التي يتناول فيها صورا من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لمحاربة الإلحاد.

وقال الباحثون إن القرآن الكريم حمل من المعجزات ما نستغني به عن إقحامه في تفسيرات خاطئة لنظريات فيزيائية معقدة، مؤكدين أن عمرو خالد يلوي عنق الآيات في تفسيرات خاطئة ليتناسب المعنى مع ما يريد توصيله من معلومات لمتابعيه، ما يعد تطاولا على قدسية القرآن.

الباحثة “هدير الحبشي” باحث الدكتوراه بمعهد ماكس بلانك بألمانيا، والحاصلة على ماجستير الفيزياء من الجامعة الأمريكية، تصدت للرد على ما وصفته بأكاذيب عرو خالد خلال الحلقة الرابعة التي حملت عنوان “اكتشاف علمي خطير .. سورة النور تقهر ظلام الإلحاد”.

وفسرت هدير  قائلة، “بدأ الدكتور عمرو خالد حلقته الرابعة فى برنامجه بتعريف نظرية الكم قائلًا : “نظرية الكوانتم أو الكم واللى معناها إن النور أو الضوء له عزم وله طاقة يعنى النور ممكن يركب على بعضه فيقوى بعضه فايظهر فى مكانين أو أكتر فى نفس الوقت” وتضيف، “كما عرفها أيضا خلال الحلقة على أنها موجات الضوء المتشابهه تماما لها عزم ولها طاقة بتتجمع وتتركب على بعضها لتكون ضوء مركز”

تقول هدير: “كانت هذه البداية غير مبشرة فهذه الجملة جريمة من ثلاث مقاطع خاطئة ليس بينهم أى تسلسل منطقي أو إتصال علمي، فنظرية الكم لا تُعرف على أن للضوء عزم وطاقة ، وأن للضوء كمية حركة وطاقة لا يعنى أنه يتراكب على بعضه ، وتراكب أو تداخل موجات الضوء لا يعنى أنه فى مكانين أو أكثر فى نفس الوقت”.

وقالت: أنا هنا لن أدخل فى شرح علم ميكانيكا الكم لأن هذا المجال الذي نتحدث فيه ليس بالمكان المناسب لذلك، كما أنى لا يجب أن أضغط على القارئ لفهم نظريات تحتاج الكثير من العلوم التمهيدية والكثير من الدروس لفهمها، لكن سأكتفي بذكر نبدة عنه لكى أوضح الأخطاء الفادحة التى وقع فيها الدكتور عمرو خالد.

وبمناقشة الأستاذ الدكتور طارق إبراهيم أستاذ الفيزياء والعميد الأكاديمي لمدينة زويل قال في تعريفه لنظرية الكم: إن نظرية الكم تعرف فى الفيزياء الحديثة على أنها النظرية التى تفسر وتشرح طبيعة وسلوك المادة والطاقة على المستوى الذري و تحت الذري.

وقال إن فكرتها بدأت فى عام 1900 ميلاديا عندما أقترح العالم الألماني ماكس بلانك أن الطاقة موجودة عند انبعاثها من المادة على شكل وحدات كمية تسمى الكوانتا “quanta” وإنها قابلة للحصر بشكل كمى ولكنها موجات متصلة في حال انتشارها وامتصاصها بالمادة، وكتب معادلة رياضية تصف هذه الوحدات وحصل على جائزة نوبل فى الفيزياء عن نظريته هذه عام 1918 ميلاديا.

وفى عام 1905 جاء العالم ألبرت أينشتاين ليُعمق التفسير ويقدم أكثر أفكاره الثورية أنه ليست فقط الطاقة ظاهرة كمية ولكن الضوء أيضا ظاهرة كمية وأن الضوء يشع بشكل متقطع ويسير بشكل متقطع ويمتص بشكل متقطع وأطلق على هذه الوحدات المتقطعة المنتشرة فوتونات “photons”، وأن هذه الفوتونات لازالت تتمتع بخصائصها الموجية عند انتشارها ومقابلتها للعوائق فتحيد وتتداخل.

ثم جاء العالم لويس ديبرولي, عام 1924- والكلام على لسان العميد الأكاديمي لمدينة زويل – ليصحح فكرتنا عن الجسيمات المادية والتي تستقر في أذهاننا كحبيبات تسير في مسارات هندسية محددة ليقول إنها أيضًا تتمتع بخواص موجية تحكمها نفس المعادلة التي تحكم الفوتونات، وادعي أن الالكترونات تعاني أيضًا من التداخُل والحيود بطريقة محكومة بتلك المعادلة، بمعنى أبسط أنه ليس هناك فرق فى السلوك بين المادة والطاقة على المستوى الذري وتحت الذري وأن كل منهما يسلك كما لو أن له طبيعة جسيمية وموجية معا.

وقال، إن التجارب أتت لتصدق حدسه وعرفت هذه النظرية باسم مبدأ الطبيعة الجسيمية – الموجية المزدوجة “the principle of wave-particle duality”، ومن أهم النظريات فى علم ميكانيكا الكم أيضًا ،ما أضافه العالم هاينزنبرج عام 1927 عن إستحالة قياس كل من مكان وعزم الإلكترون بدقة معا وفى نفس وقت وهو ما يسمى بمبدأ عدم التأكد “Uncertainty Principle ”

واستخلاصا من تفسير وشرح الأستاذ الدكتور طارق إبراهيم، قالت هدير الحبشي إن الأخطاء التى وقع فيها الدكتور عمرو خالد كالتالى..

أولا، ميكانيكا الكم أو نظرية الكم لم تقتصر على وصف الضوء ولا يمكن أن تعرف على أنها هى خاصية تداخل الضوء كما عرفها الداعية، كما أن ظاهرة تداخل الضوء هي ظاهرة علمية معروفة ومثبتة تجريبيًا قبل نشأة علم ميكانيكا الكم و ليست من وضع علم الكوانتم كما ادعى الدكتور عمرو خالد، كما أنه ليس بالضرورة أى تراكب بين موجتين ضوئيتين يقوى الموجة الناتجة إنما هذا يعتمد على طور الموجتين وقت التداخل.

وقالت إنه عندما تتراكب موجتان لهما نفس الطول الموجي مكانيا ينتج عنها موجة جديدة قد تكون أكبر فى السعة إذا كان التداخل بناء، أو أقل فى السعة إذا كان التداخل هدام، أو فى نفس السعة وهذا يعتمد على طور الموجتين المتراكبتين عند حدوث التداخل.

وتضيف الباحثة في معهد ماكس بلانك بألمانيا: “وهنا تأتي الجملة الصحيحة أو الحق الذي يراد به باطل عن وجود الفوتون في مكانين أو عدة أماكن في وقت واحد عند تفسير حيود وتداخل الفوتونات وهذا ليس له أي علاقة بصدور الفوتون في حال الليزر ووصوله لهدفه كما يقول عمرو خالد.

وأضاف الداعية عمرو خالد خلال حلقته “وتطبيقات نظرية الكوانتم زى لمبة الليزر مش اللمبة العادية أو ضوء الشمس مفيهاش نظرية الكوانتم نظرية الكوانتم عاوزة ضوء بيركب على بعضه”.

وهذا خطأ فادح بالطبع فأي ضوء تنطبق عليه قواعد ميكانيكا الكم عن الضوء بما فيها ذلك ضوء الشمس والضوء الخارج من المصباح الكهربائي والليزر، وكل فوتونات الضوء لها كمية حركة “momentum” و طاقة و لها طبيعة مزدوجة وليس كما ادعى الدكتور عمرو خالد بإن هناك فرق بين ضوء الشمس وضوء المصباح والليزر بناءًا على هذا الأساس.

تتابع هدير تفسيرها: “كما أن خاصية التداخل تحدث لجميع أنواع الموجات الضوئية وموجات الراديو و حتى فى موجات التى تحدث على سطح الماء وليس فقط فى موجات الليزر كما أخطأ الدكتور عمرو خالد. الفرق الجوهرى والتعريفي بين الضوء العادي وضوء الليزر إن موجات الليزر متساوية في التردد ومتطابقة فى الطور الموجي متداخله تداخل بناء فى حزمة ضوئية ذات زاوية انفراج صغيرة و ذات طاقة عالية وشديدة التماسك. لكن ضوء الشمس وضوء الليزر وضوء المصباح جميعهم يخضعون لقواعد ميكانيكا الكم عن الضوء.

وأضاف الدكتور عمر خالد “العلم بيقول إن فيه نظرية الكوانتم اللى هي تواجد الشئ فى مكانين أو أكثر فى نفس الوقت نظرية الكوانتم عاوزة ضوء بيركب على بعضه اشمعنى لمبه الليزر هى اللى تخلينى أشوف الضوء فى مكانين بُعاد أوى بين السما والأرض

ترد هدير قائلة: “بالفعل فهذه أحد الظواهر فى ميكانيكا الكم، هو وجود الشئ فى مكانين أو أكثر فى نفس الوقت وتسمي Quantum Superposition ” لكن انبعاث شعاع الليزر من الأرض للسماء ليس له أى علاقة بهذه الظاهرة.

ثم أضاف الداعية: “وتطبيقات نظرية الكوانتم فى حياتنا كتير زى لمبة الليزر وفى الطب أشعة الرنين”

وترد الباحثة: “هذا صحيح بالفعل لكن الخطأ أن يَجود عليه الداعية ويقول “من تطبيقات الكوانتم إيه كمان الموبايل الشات، أنت بتبعت فا بيظهر فى نفس الوقت، الإيميلات نفس الفكرة، الواتساب”.

وتصف الباحثة هدير الحبشي كلام عمرو خالد الأخير قائلة “ياسيدي سيدى جهل ثلاثي الأبعاد .. وبيركب على بعضه وبيقوي بعضه” ولكنه مازال لا يخضع لنظرية الكم. فبالطبع ليس هناك أى علاقة بين خاصية التراكب فى فيزياء الكم”quantum superposition” وظهور رسالة بريدية أو إلكترونية فى حاسوبين مختلفين أو هاتفين مختلفين في نفس الوقت، كما أن الرسائل تأخد وقتا فى الإنتشار، الإرسال والاستقبال كما فى الموجات الكهرومغناطيسية أو موجات الراديو.

كما أضاف الداعية عمرو خالد مفاجأة من العيار الثقيل على حد قوله “إن العلماء وجدوا أن النباتات بتشع ضوء أحمر بيصل للفضاء البعيد زي بطارية الليزر بالظبط وده مش كلامي ده كلام جوانا جوينر عالمة الفضاء فى فيديو 3 دقايق منشور على صفحة الوكالة”

وقالت هدير: بحثت عن الفيديو المقصود وشاهدته، إنه فيديو بعنوان “NASA | Seeing Photosynthesis from Space” وصحيح بالفعل إن النباتات خلال عملية البناء الضوئي تشع طيف كهرومغناطيسي لا تستطيع العين رؤيته وقد يكون للضوء الخارج أطوال موجيه معينة وصحيح أيضا أن مرحلة نقل الطاقة فى عملية البناء الضوئي وجدت أنها عملية غير كلاسيكية تماما وعمل العلماء على شرحها على أساس نظرية الكم.

وتابعت: لكن الغير صحيح هو تشبيه الضوء الخارج من النبات بالليزر كما قال الداعية:” بتشع ضوء أحمر زى بطارية الليزر”، وغير المقبول أيضا أن تقول على لسان دكتور جوانا جوينر وتكتسب منها مصداقية لمعلوماتك غير الدقيقة، فلم يذكر الفيديو أي تشابه بين الضوء المنبعث من النباتات والليزر على أى وجه، لم يذكر الليزر فى الفيديو نهائيًا وتستطيع أن تشاهد الفيديو بنفسك.

وتضيف: الغريب أن الدكتور عمرو خالد كان قد حمد الله منذ دقائق فى الحلقة أن نور اللمبة العادية ونور الشمس ليس مثل الليزر وقال نصا: “اللمبة العادية مش كده ولا الشمس كده وإلا نموت” والسؤال هنا هل عادي حضرتك أن تُشع النباتات ليزر ولا نموت مع ذلك؟.

ويضيف الباحث عيسى محمد والمعيد بقسم الفيزياء جامعة الأسكندرية لصدى البلد أن أي جسم يشع طيف كهرومغناطيسي وليس فقط النباتات و يشعه بمتوسط طاقة تتناسب مع درجة حرارته، أى أنه فى متوسط درجات حرارتنا جميعنا نشع الطيف تحت الأحمر ليس فقط النباتات، وهذا الطيف فعليا نفس طريقة إشعاع اللمبة العادية، كما أننا لا نستطيع فقط أن نرى من الفضاء الإشعاع الخارج من النباتات ولكنا نستطيع أن نرى الإشعاع الخارج من أى شئ بإستخدام أجهزة معدة لذلك”.

وبعد كل ذلك الخلط استخدم الدكتور عمرو خالد ما أسلف فى تفسير الآيه القرآنيه: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

وتستسرد هدير: بعد دقائق قليلة من الحلقة يدرك أى متخصص فى الفيزياء أو من حصل على نصيب من دراستها خلال المرحلة الجامعية أو قبلها أنك لا تفهم ما تذكر من أصعب نظريات الفيزياء وبالتالى فإنك غير مؤهل لشرحها أو تبسطها لغير المتخصصين.

وقالت موجهة حديثها للداعية عمرو خالد: على الجانب الآخر وعلى لسانك كما أوضحت فى الحلقة أنك أيضًا أنك لا تفهم الآية الكريمة وتبدو لك غامضة حتى بعد أن قرأت شروح وتفسيرات المفسرين، ثم بعد كل هذا الجهل المزدوج ، ها أنتَ ذا تخرج علينا حتى تربط بين شيئين أنت لا تفهم أيا منها، وتقول “يا سيدي لقد أضحكت علينا الذين يعلمون وأخطأت فى حق الذين لا يعلمون وحتى أنك أسأت للدين بشرحة على فهم خاطئ للعلم.

وتساءلت هدير الحبشي في ختام حديثها لصدى البلد، هل الداعية عمرو خالد حقا يحارب الإلحاد أم يدعو له ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى