أكد شيجين شين، مدير البنك الآسيوي للاستثمار، أن اختيار مصر لتكون أول دولة غير آسيوية يزورها وفد من أعضاء مجلس إدارة البنك، إنما تعكس حجم الاهتمام الذي يوليه البنك بعلاقته مع مصر لاسيما وأن مصر تعد حلقة وصل بين آسيا وأفريقيا.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وفدًا من أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي يزور القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون مع مصر، وذلك بحضور محافظ البنك المركزي، ووزراء، الكهرباء والطاقة المتجددة، والاستثمار والتعاون الدولي، والموارد المائية والري، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والنقل، والمالية، وقطاع الأعمال العام، ورئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف مدير البنك الآسيوي للاستثمار، أن وفد البنك تعرف خلال الأيام الماضية على الخطط التي قامت بها الحكومة في مجال الإصلاح الاقتصادي والنقدي والمالي، واصفًا ما حققته مصر حتى الآن بأنها نتائج مبهرة .. ومشيرا إلي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وما يتضمنه من بنية تحتية عملاقة وإنشاءات ضخمة ومتعددة، مؤكدًا أن هناك حكمة صينية تقول “أن البناء والإنشاءات تقودان إلى التنمية” وهذا هو ما تقوم به مصر حاليًا.
وخلال اللقاء، رحب رئيس الوزراء من جانبه بوفد أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، معربًا عن سعادته بأن تكون مصر هي أول دولة غير آسيوية يزورها مسئولو البنك.
وأكد مدبولي أن مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون مع البنك الآسيوي الذي يُعد من أهم البنوك التنموية متعددة الأطراف التي تستهدف الاستثمار في مشروعات البنية التحتية وغيرها من القطاعات الإنتاجية في آسيا وخارجها في مجالات الطاقة والنقل والاتصالات وحماية البيئة والمياه والصرف الصحي، خاصة وأن مصر تٌعد من الدول المؤسسة للبنك.
وأشاد الدكتور مصطفي مدبولي بقرار مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية منح مصر وضعية خاصة في إطار استراتيجية البنك الخاصة بالتمويل في الدول غير الإقليمية، مشيرًا في هذا الصدد إلى الأهمية البالغة للمشروعات التي يمولها البنك في مصر ممثلة في تمويل مشروع يضم 11 محطة للطاقة الشمسية بقرية “بنبان” بالقرب من أسوان بإجمالي 210 ملايين دولار، ومشروع المرحلة الثانية من برنامج “خدمات الصرف الصحي المستدامة في المناطق الريفية” بتمويل تصل قيمته إلى 300 مليون دولار.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تتبني استراتيجية تنموية شاملة تتضمن تنفيذ مشروعات البنية التحتية بما في ذلك تحديث الموانئ وشبكات السكك الحديدية والطرق، وتوسيع ومد شبكات المياه والصرف الصحي، وإنشاء مدن حديثة جديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، فضلًا عن إنشاء مناطق اقتصادية ولوجستية جديدة.
وأضاف في هذا الصدد أن أطر التعاون القائمة مع البنك لتمويل تلك الخطط الطموحة ستسهم في مساعدة الحكومة على تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية وتوفير خدمات أفضل للمواطنين.
وقدم وزير الكهرباء عرضًا لما تم إنجازه على مدار الأعوام الاربعة الماضية في مجال محطات توليد الطاقة الكهربائية، مشيرًا إلي نجاح الحكومة في إضافة 25 ألف ميجا وات من الطاقة الكهربائية التي غطت احتياجات مصر من الطاقة، فضلًا عن الاستثمارات الواعدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ومنها مشروع بنبان بأسوان والذي يمول البنك الآسيوي جزءًا منه.
وأعرب الدكتور هشام عرفات وزير النقل عن تطلع مصر للاستفادة من التعاون القائم مع البنك في مجال النقل والطرق والسكك الحديدية، فرحب مسئولو البنك بذلك مؤكدين أن قطاع النقل يحتل المرتبة الثانية في استثمارات البنك بعد قطاع الطاقة.
وخلال اللقاء، أشار الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ، رئيس المنطقة الاقتصادية للقناة، إلى أن الحكومة المصرية تعمل حاليًا على بذل المزيد من الجهود وتوفير الموارد اللازمة لتحويل منطقة قناة السويس إلى مركز إقليمي لوجيستي وتصنيعي يعزز ويسهل التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، مضيفًا في هذا الصدد أن زيارة الوفد إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وميناء بورسعيد سوف تمكنه من التعرف بشكل مباشر على الجهود المبذولة في هذا المجال.
وفي ختام اللقاء، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة لديها طموحات وتوقعات كبيرة للتعاون مع البنك الآسيوي ومن ثم نتطلع إلى زيادة مشاركة البنك في مزيد من المشروعات التنموية في مصر، فأكد مسئولو البنك أنهم فخورون بالمساهمة في تنمية مصر ويتطلعون إلى مزيد من التعاون في الفترة القادمة.
