محافظات

67 عاما.. حين أدى عساكر بريطانيا التحية العسكرية للشرطة المصرية

بطولات وحكايات.. يسطرها التاريخ داخل قسمي شرطة لعلهما هما الأبرز في مشوار وزارة الداخلية المصرية منذ 67 عاما، أحداث حملت البطولة بين طياتها، فتارة يدافعون بدمائهم عن مبنى محافظة الاسماعيلية عام 1952 وتارة أخرى يقدمون أرواحهم رافضين التخلي عن مبنى القسم بكرداسة في عام 2013.

موقعة الاسماعيلية كما يطلق عليها الجميع، كانت وستظل شاهدة على استبسال قوات الشرطة المصرية وتضحيتها بـ 50 شهيدا وقرابة الـ 80 جريحا، ففي صباح يوم الجمعة الخامس والعشرين من يناير لعام البطولة 1952، استدعي القائد البريطاني «البريجادير أكسهام» ضابط الاتصال المصري وسلمه حينها إنذارا يحمل ضرورة تسليم قوات البوليس بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتترك المحافظة والثكنات، بل وتترك منطقة القناة بأكملها وتعلن انسحابها للقاهرة، وعلل ذلك بأن منطقة القناة مركز لاختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد الانجليز في مناطق القنال.

الرد لم يتأخر كثيرا، فكان رد رجال الشرطة المصرية سريعا برفضهم التسليم وقاموا بإبلاغ فؤاد سراج الدين وزير الداخلية حينها وطلب من القوات استكمال المقاومة والصمود، فكان رد القائد الإنجليزي حين أرسل قواته بالسيارات المصفحة والمدرعات إلي قسم بوليس الاسماعيلية وقاموا بمحاصرته طالبين تسليمه عن طريق إنذار لمأمور القسم، ورفضت وحدات القسم التسليم، وبدأت القوات البريطانية في إطلاق النيران تجاه القسم بصورة مكثفة.

مع حلول شمس المساء ليوم 25 يناير، كانت القوات البريطانية تحاصر مباني قسم الشرطة والمحافظة بالإسماعيلية بأكثر من 5 آلاف جندي بكامل تسليحهم، امام عدد لا يتخطى الألف جندي من قوات الشرطة المصرية يحملون بنادقهم فقط.

البريطانيون قاموا بقصف مبنى المحافظة بكل عنف وأمام نيرانهم لم تستسلم عزيمة وحدات الشرطة واستمروا في المقاومة، حتي نفذت ذخيرتهم بعد قرابة 120 دقيقة من الاشتباكات سقط خلالها 50 شهيدا و80 جريحا من أفراد وجنود وضباط الشرطة في الاسماعيلية، في الوقت الذي داهمت فيه قوات بريطانية قرى الاسماعيلية وقامت بتدميرها اعتقادا منهم باختباء الفدائيين بداخلها.

وأمام تلك الملحمة كان للقائد البريطاني رأي جديد لجنوده أمام ما شاهده من شجاعة ومقاومة، فأعطي أمرا لجنوده بأداء التحية العسكرية لرجال البوليس أثناء خروجهم من مبني المحافظة، تكريما لعدم استسلامهم، وتقرر يوم 25 يناير عيدا للشرطة المصرية يتم الاحتفال به من كل عام، كما أصبح العيد القومي للمحافظة بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى