اقتصاد

أبو الغيط: الإرهاب أخطر تهديد يواجه المنطقة العربية

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن منطقتنا لا تزال عُرضة للمخاطر الأمنية والتهديدات ذات الطبيعة الاستثنائية، معتبرا أن الإرهاب هو التهديد الأخطر على الإطلاق، سواء من حيث جسامة خسائره أو تأثيراته الممتدة على استقرار المجتمعات وقدرتها على مباشرة عملية تنموية متواصلة.

وأشار فى كلمته خلال الاجتماع المشترك الثالث لمجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الذى عُقد فى تونس اليوم إلى أنه قد تحققت نجاحاتٌ مشهودة في مواجهة هذه الآفة خلال الأعوام الماضية، وهي نجاحات نسجلها بكل اعتزاز ، لافتا الي أننا لا ننسب الفضل في المعركة ضد الإرهاب إلى المؤسسة الأمنية وحدها.. أو إلى رجال العدل والقانون دون غيرهم.. وإنما تظل الشعوب ذاتها هي خط الدفاع الأول في مواجهة هذا المرض الخبيث.. وما تستهدف جماعات الإرهاب سوى كسر إرادة الشعوب وتطويعها.. فإن صمدت المجتمعات، وصحت عزائم الشعوب، تجد هذه الجماعات الإرهابية نفسها معزولة ومرفوضة وعاجزة عن تحقيق غاياتها الشريرة.

وأضاف: وأقول إنه برغم ما تحقق خلال الفترة الماضية.. خاصة على صعيد مواصلة القضاء على الوباء المُسمى بداعش، وتطهير الأراضي العربية منه.. فلا ينبغي الركون إلى الشعور بالطُمأنينة أو الرضا عما تحقق، إذ ما زال في قُدرة هذه الجماعات تغيير جلدها، وتطوير أساليب عملها لتضرب من جديد .. وللأسف، فإن ظروف الاضطراب والتشرذم التي مازالت تواجه بعض دولنا العربية توفر مساحات لتواجد مثل هذه الجماعات الدموية .. كما أن اقتلاع داعش وأشباهها من الأرض، لا يعني اجتثاثها من العقول التي لا زلت تعشش فيها وتملؤها بشتى صنوف الكراهية والهوس والتشدد.

أشار أبو الغيط إلى أنه لا يخفى أن الأدوات التي يوفرها هذا العصر لجماعات الإرهاب تفوق أي وقت سابق، ولقد تمكن الإرهابيون، اعتمادًا على وسائل الاتصال والتكنولوجيا الرقمية، من توسيع دائرة التجنيد وتعظيم قدرتهم على توجيه الضربات الموجعة، ويقع على عاتق هذا المجلس الموقر، بشقيه الأمني والعدلي، ملاحقة هذه التطورات في الجريمة الإرهابية بأدوات قضائية جديدة وأساليب أمنية متطورة تُجاري العقل الإرهابي والخيال الإجرامي، بل وتسبقه دائمًا بخطوة، خاصة وأن جماعات الإرهاب تعمل بالتناغم والتضافر مع منظمات الإجرام العابرة للحدود.

وقال إن الإرهاب والجريمة المنظمة وجهان لعملة واحدة، كلٌ منهما يُعزز الآخر ويتغذى عليه، وقد شهدنا هذا التضافر في حالة داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية التي ارتبطت بالجريمة المنظمة في صورها المختلفة، ويظل العامل الحاسم في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة رهنًا بتعزيز القدرة على التنسيق بين الجهات والمؤسسات المختلفة داخل الدولة الواحدة، وبين الدول وبعضها البعض، ولا زالت الاتفاقية العربية للإرهاب الموقعة عام 1998 مثالًا يحتذى على إمكانية تطوير تعاون إقليمي ناجح وممتد في مجال مكافحة الإرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى