منوعات

جبر وشعر وفلسفة.. عمر الخيام أول عالم بالوراثة

شاعر وعالم رياضيات وعالم فلك وفيلسوف، كل هذا اجتمع في عقل وجسد “عمر الخيام” ابن مدينة نيسابور التجارية الكبرى الموجودة بإيران، الذي حصل على العلم بالوراثة من أبيه الطبيب.

منذ 971 عامًا وتحديدًا عام 1048 جاء إلى الدنيا ليضيف إلى سلة العلم الكثير من ثمار تفكيره، سواء في الرياضيات التي تعلمها على يد العالم “باهمانيارين مرزيان”.

ما إن بلغ عامه الـ 18 حتى انقلبت الدنيا من حوله، فقد توفي الأب والمعلم بعد ظهور مذنب هالي في السماء وقام ويليام وجيش فرسان النورمان بغزو إنجلترا، وتوفي والد عمر، مر شهور قليلة وتوفي مدرس الرياضيات.

لتسلك حياته مسلكًا جديدًا منذ ذلك اليوم، فقد شارك بالقوافل التي تنظم رحلةً مدتها ثلاثة أشهر من نيسابور إلى سمرقند بأوزباكستان ، ومن هنا كانت إنطلاقته حيث عينه حاكم وقاضي المدينة في مكتبه، ومن ثم عين على خزانة الملك، ليهتدي إلى نظريات جديدة في علم الجبر.

وعندما بلغ عامه الـ 22 كتب الخيام أعظم إنجازاته العلمية وهي رسالة حول مشاكل الجبر والموازنة، وناقش فيها المعادلة التكعيبية وحلولها، وبالرغم من هذا الإنجاز إلا أنه لم يرضى عنه تمام الرضا فهو كان يتمنى أن يصل إلى خوارزمية للحل باستخدام الجبر فقط دون الهندسة.

ومع حلول عام 1073 كان إنجاز جديد يكتب في تاريخ الخيام، حيث تمت دعوته الى مدينة أصفهان الفارسية، عاصمة الإمبراطورية السلجوقية، لإعداد جدولٍ زمني من شأنه أن يعمل بطريقةٍ دقيقة إلى الأبد، وكان هذا هو العصر الذي تحدد فيه طول السنة بشكلٍ دقيق ومنتظم.

ومن ثم قام السلطان مالك شاه بتخصيص أموال كي يقيم الخيام مرصد فلكي لمراقبة السماء لمدة 30 عامًا خلال فترة عمله في أصفهان وجد الخيام أن طول السنة الاستوائية 365,2422 يومًا، ومن وقتها ونحن نسيير على التقويم الذي وضعه لنا الخيام.

كل هذا لم يأتي على جانبه الفلسفي فقد رسالة في الكون والتكليف” و”الرسالة الأولى في الوجود” و”مختصر في الطبيعيات”،”شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس” و”الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسمٍ مركبٍ منهما”، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية، و”رسالة في الموسيقى”، وفي أواخر أيامه كان الخيام يميل للصوفية مبتعدًا عن التشدد الديني، حتى توفى في 4 ديسمبر 1131.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى