عربى ودولى

موجة غضب دولية بعد انتهاك إيران للاتفاق النووي.. وأمريكا تصعد

أثار إعلان إيران، صباح اليوم، الأحد، برفع تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.6%، موجة غضب دولية خاصة أنها استمرت في تحدٍ صارخ للاتفاق النووي الذي أبرمته مع مجموعة 5+1 إبان فترة تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما منحت طهران الأطراف الأوروبية مهلة الشهرين الجديدة لتنفيذ التزاماتها بالاتفاق، قبل أن تتخذ طهران خطوتها الثالثة في تقليص التزاماتها النووية.
كانت وزارة الخارجية الألمانية أول من دانت الانتهاك الإيراني للاتفاق النووي، إذ أصدرت صباح اليوم، الأحد، بيانًا قالت فيه: “قلقون للغاية من إعلان إيران أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67٪، ونحث إيران بقوة على وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها والتراجع عنها”.
ودانَ الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، انتهاك إيران التزاماتها النووية، منددًا بخطوات المخلة بالتزاماتها بالاتفاق النووي الذي وقعته عام ٢٠١٥، فيما حضّت بريطانيا إيران على “الوقف الفوري” لعمليات تخصيب اليورانيوم فوق حدّ 3.67%.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، “إيران خالفت بنود الاتفاق النووي.. وفيما تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بالكامل بالاتفاق، ينبغي أن توقف إيران فورا وتتراجع عن كل الأنشطة التي لا تنسجم مع التزاماتها”.
وقالت الخارجية الألمانية إنها تأسف بشدة لقرارات إيران وحضتها على وقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية.
وأعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه إزاء تلك الخطوة، مناشدًا طهران، تجنب أي خطوات لاحقة قد تقوض الاتفاق النووي، ووقف أي ممارسات تتناقض مع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، والتراجع عنها.
وقال الاتحاد الأوروبي إن الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 تناقش عقد اجتماع طارئ محتمل بعد إعلان إيران نيتها تجاوز الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم.
وستضم اللجنة المشتركة للاتفاقية مسؤولين من الدول المشاركة؛ إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي.
من جانبها، قالت وكالة الطاقة الذرية، إنها أخذت علمًا بالقرار الإيراني، مؤكدة أن المفتشين التابعين لها سيتحققون من التغيرات.
ودعا مندوب روسيا الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية في فيينا إيران إلى الامتناع عن اتخاذ المزيد من التدابير، التي قد تفاقم الوضع المحيط بالاتفاق النووي.
وقال مندوب روسيا “ميخائيل أوليانوف”، إن “روسيا تتفهم الخطوات التي اتخذتها إيران، والأسباب التي دفعتها إلى تنفيذها، لكننا ندعوها إلى الامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات التي يمكن أن تزيد من تعقيد الوضع المحيط بالاتفاق النووي معها”.
فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن خطوة إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم بالغة الخطورة، ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتز”، الزيادة التي أعلنتها إيران في تخصيب اليورانيوم بأنها زيادة طفيفة، لكنه اتهم طهران بكسر القيود المتفق عليها دوليا على مشروعاتها النووية وبالمضي قدما صوب إنتاج قنبلة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن إيران ستواجه مزيدًا من العزلة والعقوبات، مضيفًا أن “التوسع الإيراني الأخير في برنامجها النووي سيؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات”.
وتابع: “امتلاك النظام الإيراني سلاحا نوويا سيشكل خطرا أكبر على العالم”.
وفي مايو 2018، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي، بسبب أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد، إن بلاده ستواصل تصعيد الإجراءات التي اتخذتها انتهاكا للاتفاق النووي في حال لم تتحرك الدول الأوروبية الداعمة للاتفاق لمساعدتها في كسر العقوبات الأمريكية.
وقال جواد ظريف، عبر “تويتر”: “اليوم إيران تنفذ الجولة الثانية من خطواتها التصحيحية بشأن الفقرة 36 من الاتفاق النووي.. نحتفظ بحق مواصلة القيام بإجراءات تصحيحية مشروعة على الاتفاق لحماية مصالحنا في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي.. كل تلك الخطوات لا يمكن التراجع عنها إلا بعد وفاء الدول الأوروبية الثلاث بالتزاماتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى