Uncategorized

حرب الناقلات والدرون تشتعل في الخليج.. السفن التجارية ضحية التوتر بين إيران والغرب.. والطائرات المسيرة سلاح طهران الجديد لابتزاز وتهديد الخصوم

على غير المألوف، تصاعد التوتر مؤخرًا بين إيران وبريطانيا على خلفية احتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، وكانت في طريقها إلى سوريا، في حادث كسر قاعدة التوافق المستمرة منذ سنوات بين البلدين حول وجوب التعاون للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني قائمًا.

وأعلنت بريطانيا ثلاث مرات متتالية منذ احتجاز السفينة الإيرانية إرسال 3 سفن حربية إلى الخليج العربي، بالتزامن مع تهديد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالرد على ما وصفه بـ “اختطاف” الناقلة الإيرانية.

ونقلت إذاعة “دويتشه فيله” الألمانية عن المتحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أنّ أي تصعيد في التوتر بمنطقة الخليج بين الدول الغربية وإيران ليس في مصلحة أحد، وذلك بعد تهديدات من إيران بالرد على احتجاز ناقلة نفط.

وقال المتحدث الرسمي “كان موقفنا دوما ثابتا: التصعيد في الخليج ليس في مصلحة أحد وأكدنا ذلك مرارا للإيرانيين”. وردا على سؤال بشأن إرسال سفينة حربية ثالثة وسفينة إمداد إلى الخليج، قال المتحدث “لدينا وجود دائم في المنطقة”.

ويشوب التوتر العلاقات بين إيران والغرب سيما بعد احتجاز بريطانيا للناقلة الإيرانية وإعلان لندن في وقت لاحق تدخل سفينة حربية بريطانية لإبعاد سفن إيرانية حاولت اعتراض طريق ناقلة مملوكة لبريطانيا لدى مرورها في مضيق هرمز.

وبالأمس، أعلن الحرس الثوري الإيراني إيقاف ناقلة نفط أجنبية تحمل مليون لتر وقود بشكل غير قانوني “مهرب” في مياه الخليج الأحد الماضي. ونفى الحرس الثوري أن يكون قد احتجز أي ناقلة نفط أخرى خلال الأيام الأخيرة.

ونشر التليفزيون الإيراني مقطع فيديو لـ ناقلة النفط التي احتجزتها قوات الحرس الثوري الإيراني، الأحد الماضي.

ويتصاعد هذا التوتر بعد أكثر قليلًا من شهر على هجوم تخريبي ضد ناقلتي نفط في خليج عمان، تتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءه، بناءًا على مقطع فيديو نشره الجيش الأمريكي وظهرت فيه قوة بحرية من الحرس الثوري الإيراني تزيل لغمًا غير منفجر من جانب إحدى ناقلتي النفط.

وقبل ذلك، كانت أربع ناقلات قد تعرضت لهجمات تخريبية أيضًا قرب ميناء إماراتي في مايو الماضي، وبالرغم من أن إيران لم تواجه اتهامات رسمية بالوقوف خلف هذه الهجمات، فإن شبهات تحوم حول ضلوعها في التنفيذ، لأنها أعقبت مباشرة قرارات أمريكية بفرض عقوبات مشددة تهدف إلى حرمان إيران من عوائد تصدير النفط، وإرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات قنابل إلى الخليج في أوائل مايو.

ويحيل استهداف الناقلات في الخليج الذاكرة إلى ما عُرف بـ “حرب الناقلات” إبان الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

وبحسب شبكة “بي بي سي”، تعرضت السفن المحايدة خلال حرب الناقلات للضرب، حيث حاولت الدول المتحاربة ممارسة ضغوط اقتصادية كل ضد الآخر، وكانت ناقلات النفط الكويتية التي تحمل النفط العراقي، على وجه الخصوص، عرضة للخطر.

وكانت الولايات المتحدة بقيادة رونالد ريجان مترددة في المشاركة، لكن الوضع في الخليج أصبح خطيرًا بشكل متزايد، خصوصا عندما تعرضت السفينة الحربية الأمريكية، يو إس إس ستارك، لصواريخ “إكسوسيت” أطلقت من طائرة عراقية، زعم المسؤولون العراقيون لاحقًا أن ذلك كان حادثا عرضيًا.

وبحلول يوليو 1987، أضحت السفن الحربية الأمريكية تُرافق ناقلات النفط الكويتية رافعة العلم الأمريكي. وبمرور الوقت، أصبحت المنطقة مسارا لأكبر القوافل البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي 24 يوليو 1987، اصطدمت ناقلة كويتية تحمل العلم الأمريكي بلغم إيراني في أول قافلة بحرية ترافقها سفن حماية، مما دفع بالولايات المتحدة إلى نشر مزيد من القوات والسفن، وجعل الجانبين في مسار تصادم أكثر من ذي قبل.

وفي سبتمبر من العام نفسه، هاجمت المروحيات الأمريكية سفينة إيرانية بعد مشاهدتها وهي تزرع الألغام ليلًا.

وبعد ذلك بأشهر، تعرضت فرقاطة أمريكية، ووسفن أخرى لتفجيرات، دفعت القوات الأمريكية للرد بقوة أكبر من أي وقت مضى، فدمرت قواعد الحرس الثوري الايراني وهاجمت السفن الحربية الإيرانية.

ولم تقتصر التوترات على احتجاز الناقلات وتخريبها في الخليج العربي أو خارجه، وإنما تجاوزتها إلى استخدام الطائرات المسيرة في الجو للتناوش بين الولايات المتحدة وإيران.

ففي يونيو الماضي أعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار كانت تقوم بمهام تجسس داخل المجال الجوي الإيراني، وعرض صورًا ملتقطة لحطام الطائرة الأمريكية، فيما نفت الولايات المتحدة أن تكون طائرتها قد اخترقت المجال الجوي الإيراني، مؤكدة أن استهدافها وقع في المجال الجوي الدولي.

وفي اليوم التالي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تراجع عن توجيه ضربة عسكرية لإيران قبل تنفيذها بعشر دقائق، عندما قيل له إن 150 شخصا سيذهبون ضحايا لتلك الضربات.

وأمس الخميس، أعلن ترامب أن البحرية الأمريكية دمرت طائرة إيرانية مسيرة بعد اقترابها من بارجة أمريكية في مضيق هرمز.

وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض إن المدمرة الأمريكية يو إس إس بوكسر دمرت طائرة مسيرة إيرانية اقتربت منها لمسافة 1000 ياردة في مضيق هرمز.

وأوضح ترامب إن المدمرة اضطرت لاتخاذ وضع دفاعي لدى اقتراب الطائرة المسيرة منها.

أثار تزايد استخدام إيران وحلفائها للطائرات المسيرة في مهام استطلاع وهجمات في مختلف أرجاء الشرق الأوسط القلق في واشنطن.

ويقول مسئولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعتقد أن فصائل مسلحة على صلة بإيران في العراق زادت في الفترة الأخيرة مراقبتها للقوات والقواعد الأمريكية في البلاد باستخدام طائرات مسيرة متاحة تجاريا.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إنه إلى جانب مهام الاستطلاع، يمكن للطائرات المسيرة الإيرانية أن تسقط ذخيرة أو حتى أن تنفذ “طلعة انتحارية حيث يتم تزويدها بالمتفجرات وتوجيهها إلى هدف ما”.

وزادت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بدرجة كبيرة هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة في الأشهر القليلة الماضية، حيث هاجمت مطارات ومنشآت نفطية في السعودية، الخصم الرئيسي لإيران.

ويقول خبراء في الأمم المتحدة إن الحوثيين يمتلكون حاليا طائرات مسيرة قادرة على إسقاط قنابل أكبر على مسافات أبعد وبدقة أشد من ذي قبل. وفي مايو، أصابت طائرات مسيرة محطتين لضخ النفط على بعد مئات الكيلومترات داخل الأراضي السعودية.

ويقول مسئولون أمنيون حاليون وسابقون ومحللون إن تزايد استخدام إيران أو حلفائها في المنطقة للطائرات المسيرة هو استراتيجية تهدف إلى التصدي للضغوط التي تفرضها الولايات المتحدة.

ويقدر المسئول الأمريكي أن إيران تسير حاليا طائرتين مسيرتين أو ثلاثة فوق مياه الخليج يوميا، مما يجعلها جزءا أساسيا في جهود إيران لمراقبة مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.

وتباهت إيران في مارس بتدريب عسكري معقد شاركت فيه 50 طائرة مسيرة. وفي مقطع فيديو تم إعداده ببراعة وبثه التلفزيون الرسمي، حلقت أمواج من الطائرات المسيرة سريعا في السماء الزرقاء الصافية وقصفت مباني على جزيرة في الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى