Uncategorized

أمريكا تصالح قطر على الدول العربية.. أكبر قوة عظمى قادرة على إنهاء الأزمة.. وستتخلى عن الدوحة إذا احتدم الموقف.. و3 سيناريوهات لعودة الوحدة الخليجية

في إطار تسارع الأحداث المرتبطة بالأزمة الخليجية ومقاطعة العديد من الدول العربية لقطر، أعلنت الدوحة رفضها لمطالب الدول المقاطعة، وعلى أثر هذا قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمباحثات هاتفية مع قادة السعودية والإمارات وقطر، لبحث آخر تطورات الأزمة والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الوحدة العربية.

السطور التالية تسلط الضوء على هذه المباحثات وتحاول الكشف عما إذا كانت أمريكا تتجه للعب دور الوساطة بين قطر والدول المقاطعة لإنهاء الأزمة، مع الوقوف على سيناريوهات إنهاء الأزمة برعاية أمريكا.

في هذا السياق، قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الأزمة الخليجية بمبدأ «الاحتواء المزدوج»، تلك السياسة التي انتهجتها منذ عام 1975، والتي تعني أن تحافظ على مصالحها مع جميع الأطراف دون تحيز، إلا أنه إذا احتدم الموقف بين قطر والدول العربية، فإن أمريكا ستتخلى عن قطر لصالح الموقف العربي.

أمريكا تنتهز الفرصة
وأضاف «سمير» أن أمريكا تنظر للأزمة الخليجية على أنها فرصة تخدم مصالحها للضغط على قطر لوقف دعم الإرهاب، وفي الوقت نفسه تعقد صفقات سلاح معها، إلا أن الموقف الأمريكي يتطور لصالح دول المقاطعة، وكذلك قيادات الكونجرس الأمريكي أعلنوا أنه على قطر أن توقف دعم الإرهاب.

وأوضح أن دعم قطر للإرهاب سيقل جدًا خلال المرحلة المقبلة لأنها أصبحت تحت المجهر السياسي والإعلامي والغربي، فهناك دعوات لمحاسبة قطر في كل من فرنسا والنمسا، لافتًا إلى أن قطر تراهن على دول معزولة فإيران مفروض عليها العديد من العقوبات، وتركيا في أضعف حالاتها وأسوأها مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

سيناريوهات احتواء
وبخصوص سيناريوهات احتواء الأزمة بالرعاية الأمريكية، أكد خبير العلاقات الدولية أن هناك 3 سيناريوهات، وهي أن الولايات المتحدة ستظل على موقفها للمحافظة على مصالحا هنا وهناك، والاحتمال الثاني وهو الأرجح أن أمريكا لن تغامر بعلاقاتها مع الدول العربية للحفاظ على علاقته بقطر، وبالتالي ستتخلى عن الدوحة إذا احتدم الموقف، والموقف الثالث وهو مستبعد أن تضغط أمريكا على الدول المقاطعة لتعديل بعض المطالب، خصوصًا بعد تصريح وزير خارجية أمريكا بأن على قطر تقبل المطالب ولكن يجب أن تكون هذه المطالب مقبولة.

فيما أكد السفير محمد مرسي، سفير مصر السابق بقطر، أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على لعب دور الوسيط بين قطر والدول المقاطعة لإنهاء الأزمة، وسيكون لها تأثير كبير في إنهاء الأزمة لأنها القوى الكبرى في العالم ومهتمة جدًا بشئون الشرق الأوسط.

قادرة على إنهاء الأزمة
وقال «مرسي»: إذا تدخلت أمريكا للوساطة بين قطر والدول المقاطعة فإنها قادرة على إنهاء الأزمة؛ ويمكنها التأثير على قطر للاستجابة لمطالب المقاطعين، كما أنها يمكنها إقناع الدول المقاطعة للاستجابة لحل الأزمة.

وفيما يتعلق بأبرز السيناريوهات المتوقعة حال تدخل أمريكا لحل الأزمة القطرية، أوضح سفيرنا السابق بقطر أن أمريكا ستجبر قطر على الاستجابة لأهم شروط دول المقاطعة بما فيها عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، والتوقف عن دعم الإرهاب والتخلي عن العناصر الإرهابية التي تأويها.

وأضاف أن دول المقاطعة ستتخذ العديد من الخطوات التصعيدية فور انتهاء المهلة المعطاة لقطر المقررة بـ48 ساعة لقبول المطالب، لافتًا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بهذه الخطوات في المرحلة الحالية.

بادرة الوساطة
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي صباح اليوم، الاثنين، مع قادة السعودية والإمارات وقطر هي بادرة للعب الولايات المتحدة الأمريكية دور الوسيط لإنهاء الأزمة الخليجية.

وأضاف «حسين» أن الرئيس الأمريكي أدرك أن قطر متشددة في موقفها وأراد الضغط عليها لحل الأزمة، لافتًا إلى أن تشدد قطر نابع من عدم منطقية المطالب المقدمة من دول المقاطعة وأنها تتضمن جزءًا مجحفًا واستفزازيًا مثل غلق قناة الجزيرة ومطالبتها بقطع العلاقات مع إيران، بينما الإمارات على علاقات طيبة مع إيران رغم أن الأخيرة تحتل 3 جزر لها، ما يحمل بعض التناقض الظاهري.

مطالب غير منطقية
وتابع: “إن مطالبة قطر بإنهاء وجود القاعدة العسكرية التركية على أراضيها واستثناء القاعدة الأمريكية أمر يحمل بعض التناقض أيضًا، إلى جانب أن الدول المقاطعة قامت بقطع العلاقات مباشرة دون التدرج فيها حتى أنها طردت المواطنين القطريين رغم صلات القرابة والنسب، وهذا أمر لا ينبغي من الدول العربية، فكان لابد من اتخاذ الخطوات العقابية بشيء من التدرج”.

وأوضح أن السيناريو المتوقع لإنهاء الأزمة هو أن كل طرف سيستخدم ما لديه من معلومات تدين الآخر، كما وضح من كلام وزير الخارجية القطري الذي قال إن قطر في مؤخرة الدول الداعمة للإرهاب، في إشارة إلى أن هناك بعض الدول العربية المتورطة أيضًا في دعم الإرهاب، ومن ثم سيطرح كل من الطرفين مطالبه ليتفقا على تنفيذ المعقول منها وإنهاء الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى