اخبارمصرالسلايدر

وزير الأوقاف : القول البليغ يعرف بحسن الطالع ويدرك بالحاسة

 أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن للقول البليغ صفات عديدة، منها ما تضبطه القواعد والمعاجم ومنها ما يدرك بالحاسة والذائقة الأدبية و الخبرة والدربة، ويدق الأمر في شأن القول إلى درجة من الفروق قد تدرك و لا تكاد توصف.
وأوضح وزير الأوقاف في خواطره الرمضانية اليوم / الاثنين/ ألا ترى أنك قد تنظر في أمر جوادين نجيبين مستوفيين لكل درجات ومقومات العتق والنجابة، غير أن أحدهما يفوق الآخر بأشياء قد تدرك ولا تكاد توصف، وإن وصفها فلا يقوى على ذلك إلا واسع الخبرة والتجربة طويل الممارسة والمدارسة والمعايشة للأمر المقضي في شأنه.
وأضاف وهكذا الأمر والشأن في تمييز التمور والثياب والحرف والصناعات، غير أن الأمر في شأن الكتابة والبلاغة شعرا أو نثرا، قصة أو رواية ، مقالة أو مقامة أدق، لافتا إلى أن الكلام بمطلعه وهو ما يعرف ببراعة الاستهلال والمطالع سعد أو نحس، وقديمًا قالوا : الكلام يعرف من عنوانه، والعنوان نصف الكلام ، وربما كان الكلام كله .
وتابع قائلا : ومن براعة الاستهلال إلى حسن الانتقال ، فينساب الكلام انسيابا كسلاسل الماء الزلال أو حبات اللجين الصافية، بلا تنافر أو مطبات إيقاعية أو سياقية ، فينتقل الكاتب بين ثنايا موضوعه انتقالًا هينا لينًا لا يشعر معه المتلقي بأي فجوات أو نتوءات في القول ، بحيث يقطع الكاتب المسافات ويردم الفجوات وكأنه صائغ ماهر لأدق الجواهر التي لا ترى فيه جوهرة واحدة غير متسقة مع جارتها ، بل تراها جميعا منتظمة غاية الانتظام في عقد فريد صاغه فنان بارع المهارة في الحس والذوق والصنعة.
وأضاف وزير الأوقاف ثم يكون مسك الختام بحسن الانتهاء وتهيئة المتلقي له، بحيث لا يمحو سوء الختام ما كان من تنميق الكلام ، ومعلوم أن الأمور بخواتيمها، يضاف إلى ذلك حنكة الشاعر أو الكاتب أو الخطيب أو القاص في تقدير كل قسم من هذه الأقسام، و بصره بما يحتاج إلى مقدمات وما لا يحتاج، وما يجب التخلص منه مما ملته الأسماع من المقدمات الرتيبة التي لا تعد من صلب القول ولا من صميم المقام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى