بعد سنوات طويلة من البحث والدراسة، كشف العلماء عن لغز يحيط بواحدة من أروع رحلات الطبيعة.
في كل عام، تغادر الثعابين الأنهار الأوروبية للسفر في هجرة أسطورية إلى بحر سارجاسو في شمال المحيط الأطلسي لتتكاثر مرة واحدة، ثم تموت.
تتبع ثعبان البحر
على الرغم من الاشتباه في هذه الوجهة النهائية منذ فترة طويلة، إلا أنه لا يوجد دليل مباشر حتى الآن.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، من خلال تركيب الثعابين بعلامات القمر الصناعي، تتبع الباحثون الثعابين في الجزء الأخير من الطريق.
ويقولون إن المعلومات ستساعد في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وقال روس رايت، من وكالة البيئة، الذي قاد البحث: “هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من تتبع ثعابين البحر إلى بحر سارجاسو، ويسعدنا أن لدينا أول دليل مباشر على وصول ثعابين أوروبيّة بالغة إلى منطقة وضع البيض”.
هجرة ثعبان البحر
ستكشف رحلتهم معلومات عن هجرة ثعبان البحر لم تكن معروفة من قبل، حيث يواجه ثعبان السمك الأوروبي العديد من المخاطر طوال دورة حياته.
كذلك التغيرات التي تطرأ على التيارات البحرية بسبب تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر والعقبات في الممرات المائية مثل السدود.
وراقبها على مدار 20 عاما، المتخصص ثعبان البحر في وكالة البيئة، دان هايتر، وراقب الثعابين في نهر بلاك ووتر في إسيكس.
ثعابين شفافة
تصل ثعابين السمك حول الساحل الأوروبي على شكل ثعابين زجاجية صغيرة وهشة وشفافة، بعد أن انجرفت عبر المحيط الأطلسي لمدة عامين أو ثلاثة أعوام من بحر سارجاسو.
تتكيف مع المياه العذبة وتنضج في الأنهار – حتى يصل طولها إلى متر واحد – حتى تصبح جاهزة للسباحة طوال الطريق للعودة إلى التكاثر مرة واحدة والموت.
دورة الحياة الغامضة
لطالما حيرت دورة حياة ثعبان السمك العلماء، حتى أن الفيلسوف اليوناني أرسطو فكر في مسألة من أين أتت الثعابين، وقرر أنها نشأت تلقائيًا من الوحل.
منذ ما يقرب من 100 عام، كان يُفترض أن وجهتهم كانت بحر سارجاسو، في غرب المحيط الأطلسي بالقرب من جزر الباهاما، ولكن حتى الآن لم يكن هناك دليل نهائي.
