Uncategorized

أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار

‏”لما اموت اتبرعولي كتير.. ادعولي.. اختمولي القرآن.. افتكروا ليا المواقف الحلوة.. اسألوا الله أن يجعل قبري روضة من رياض الجنة وأن يبدلني دارًا خيرا من داري”.. منشور كتبته دينا عبر صفحتها على “فيسبوك”، ظن متابعوها أنه مجرد منشور عادي، منهم من تفاعل معه بالحزن، ومنهم من لم يعيرها أي اهتمام، ولكن في قرابة نفس الفتاة، لم يكن مجرد منشور عادي، بل كلمات تعبر عما بداخلها، قبل أن تقرر إنهاء حياته بنفسها.
دينا ابنة الـ15 ربيعا رأت في حياتها من البؤس ما رأت، فجعل حياتها أشبه بالجحيم الذي سئمت منه فأخمدته بيدها، فاجعة مرت بها البحيرة الأيام الماضية، سرق الحزن 3 فتيات أكبرهن 17 عاما، وأصغرهن 11، جنازة خرجت بها أهل كفر الدوار وانهارت الأسرة بسببها.
أيوة أنا معقدة..
قررت الفتاة برفقة ابنة خالتها، تناول حبوب سامة، عرفت فيما بعد بحبوب الغلال، حالة نفسية عشنها ثلاثتهن لم يستطعن تحملها، وأقدمت طالبة وابنة خالتها على الانتحار بالحبة السامة لمرورهما بحالة نفسية سيئة وعلى أثرها أصيبت والدة أحدهما بنوبة قلبية دخلت المستشفى العام علي أثرها، وفور علم الابنة الصغرى بانتحار شقيقتها وبقائها وحيدة فى الحياة فقررت اللحاق بها وتناولت الحبة السامة.
نفت الأم احتمالية انتحار ابنتها، لتصدمها الابنة الصغرى بالانتحار للحاق بشقيقتها وقريبتهن، فتناولت نفس الحبة السامة لإنهاء حياتها هي الأخرى، تلك الطفلة البريئة التي بالكاد أكملت إحدى عشر عاما، بعدما رحل عنها أحبائها فقررت اللحاق بهما.
أيوة أنا معقدة..
منذ قرابة شهر، عبرت دينا عن المشاكل التي تعاني منها، ولكن يبدو أن لم يعيرها أحد أي اهتمام، ولم يلتفت إلى الاكتئاب الذي تعيشه، وكتبت عبر صفحتها منشورا جاء فيه: “أيوه انا معقده، ومش بثق في حد لان كل اللي حواليا خذلوني، ايوه انا معقده، ومش بصدق أي حد يقولي بحبك لا كل اللي حبوني كسروا قلبي وتركوني وحدي ف هذا العالم الملعون، ايوه انا معقده، لأن مقابلتش حد كويس مقبلتش حد يكمل اللي ناقص فيا،ايوه انا معقده لأن مفيش حد قدر يعوضني عن كل يوم راح من حياتي عن كل يوم عيشته وانا مكسوره وحزينه من كل اللي حواليا، ايوه انا معقده لأن كل ما بثق ف حد يخذلني، ايوه انا معقده وبعترف اني معقده لذلك ما حدا يحبني لأني معقده”.
إذ كلف الأبوان أنفسهما عناء تصفح الصفحة الشخصية لابنتهما، كانوا سيعلمون كم الحياة المرّة التي تعيشها وحالتها النفسية التي تسوء يوما بعد يوم، دوما ما تعبر عن رغبتها في الموت، وكم سئمت الحياة وأرهقها خذل الجميع لها، فجميع منشوراتها سوداوية، وكم مرة نشرت صورًا لقبر وثلاجة موتى وتمنت الموت.
لم تكن 3 فتيات الحالات الأولى للانتحار في البحيرة، فتعددت حوادث الانتحار في البحيرة بنفس الوسيلة الفترة الماضية، حبوب الغلال، التي تظهر أعراضها في البداية انه تسمم، ولكنه سرعان ما تنهي حياة الإنسان، تلك الحبوب التي توضع في محصول القمح، لمنع التسوس والحشرات الضارة من الإضرار بالمحصول، واسمها العلمي ”الألومنيوم فوسفيد“ وقامت عشرات الدول العربية بمنعها وحظرها، بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها.
تضمن تلك الحبوب السامة الموت الآمن السريع، حيث إن مفعولها سريع ولا يمكن مواجهته، إضافة إلى رخص ثمنها، ولا تترك أية آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار، وتسجل حبة الغلة، كمبيد حشري بوزارة الزراعة، وهي موجودة ومسجلة وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أي محاذير لبيعها، إلا إنه بجانب المادة مكتوب أنها عالية السمية، كما أنها موجودة في 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.
تقوم حبة الغلة بتدمير الخلايا التي تنتج الأكسجين داخل الجسم، حيث يدخل فى تصنيعها مادة «زينك فوسفيد» التى تخرج منها غازات ضارة، كثرة التعامل معها و استنشاق الغازات المتصاعدة منها، يؤدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، كما أنها عندما يتناولها الإنسان يموت فى الحال، لأنها شديدة السمية، وكانت تستخدم قديمًا كسم للفئران والثعالب فى القرى.
أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار
أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار
أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار
أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار
أيوة أنا معقدة.. قصة فتاة البحيرة.. كرهت الحياة وتركت وصيتها قبل الانتحار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى