Uncategorized

الأتراك في عصر أردوغان.. محلات مغلقة وعائلات مشردة ومحاولات انتحار.. معارضون يدعون إلى «وقفة غضب» قبل فوات الأوان

محلات مغلقة، وأسر عمال سابقين مشردة، وقطاعات مثل التصدير والإعلام شبه مشلولة، وارتفاع لمعدلات البطالة، وعشرات المحاولات للانتحار بسبب فقدان الوظائف، ومعارضة تدعو إلى “غضب مجتمعي” لمواجهة سياسات “الحزب الواحد” لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان.

ارتفعت معدلات البطالة بين الشباب التركي بنسبة تصل إلى 20.6%، بالتزامن مع ارتفاع معدلات إقدام العاطلين عن العمل على الانتحار، بعد أن أقدم مواطن تركي هذا الشهر على إشعال النار في نفسه عقب رفض البلدية منحه وظيفة.

وذكرت صحيفة “زمان” التركية أن رجلًا آخر حاول إشعال النار بنفسه، وصرخ قائلًا: “لا أستطيع الإنفاق على عائلتي بسبب البطالة، ولكن الشرطة استطاعت إقناعه بالنزول”.

وانتحر شاب تركي، اسمه طلوناي 24 عامًا، في مدينة دنيزلي غرب تركيا بعد أن فقد عمله قبل أسبوع، بسبب إفلاس المصنع.

وفي بدايات هذا الشهر، أشعل عامل إنشاء النيران في نفسه أمام مستشفى البرلمان في تركيا، بعد صراخه وتأكيده أنه يعاني من صعوبات في توفير قوت يومه بسبب غلاء الأسعار.

توجه عامل إنشاء 39 عاما أمام مستشفى، تبعد 50 مترا عن مدخل البرلمان التركي، ويحمل معه عبوة بنزين، وهدد بإشعال النيران في نفسه بسبب مواجهته ضائقة مالية.

وسكب العامل بعد مرور فترة البنزين على ملابسه، وأشعل النيران فيها، وأسفر عن إصابته بحروق، وتوجهت سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، وتم نقل العامل إلى مستشفى البحث العلمي في أنقرة.

يذكر أن عدد العاطلين عن العمل في تركيا وصل 3 ملايين و404 آلاف شخص، وارتفعت معدلات البطالة مؤخرًا بين الشباب لتصل إلى 20.6%، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية التابعة للحكومة.

وقد رصدت الغرفة التجارية في إسطنبول ارتفاعا في أسعار 188 منتجا من أصل 242، بينما لم تتغير أسعار 97 سلعة في نوفمبر 2017.

وأرجع رئيس اتحاد نقابات العمال الثوريين في تركيا كاني بيكو الأزمة الاقتصادية في تركيا إلى “خطوات اتخذها حكم الفرد الواحد” وقال في تصريح أنها جعلت البلاد على شفا كارثة.

وشدد بيكو على ضرورة التصدي للسلطة السياسية في إطار معارضة مجتمعية قبل فوات الأوان، وأشار إلى أن القمع الذي تعيشه تركيا، وحالة الطوارئ وأجواء الحرب، كل ذلك أثر على العمالة في تركيا.

واستعرض بيكو الإحصاءات الرسمية، التي تشير إلى 500 ألف معلم لم يتم تعيينهم، وأن تركيا الأولى أوروبيا والثالثة دوليا في جرائم العمل، وتدهور علاقة تركيا الاقتصادية بـ15 دولة في الشرق الأوسط، وخلافاتها مع 52 دولة.

وقال بيكو إن عجز العاملين عن تصدير منتجاتهم تسبب في تقليص العمالة، وتزايد معدلات البطالة، في ظل عجز تركيا عن تحقيق الصادرات التي كانت تحققها بالأمس.

وقال أيضًا إن 11 ألف محل تجاري أغلق أبوابه في مدن تركيا الكبرى منذ يوليو 2016.

واستعرض بيكو تأثير إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية، حيث كانت لصالح الرأسماليين، على العكس من زعم السلطات أنها للتصدي لحركة الخدمة، ولكن النتائج تعكس أن الطوارئ استهدفت العمال والفقراء.

بسبب الطوارئ، يقول بيكو، حرم العمال من العصيان، وأغلقت قنوات وإذاعات الراديو، وسجن الصحفيين، ودفعت 52 مواطنا للانتحار بسبب فصلهم من أعمالهم.

ولفت بيكو إلى أن السلطات باعت مؤسسات مثل بنك سومر، ومصانع الانحصار التي أسسها الأجداد من الأتراك والأكراد الشركس والعلوييين والسنة في حرب الاستقلال إلى الرأسماليين.

ونتيجة لبيع تلك المحلات فقد العمال عملهم وتأمينهم وحقوقهم النقابية، وأسفر عن ذلك تفكك الأسر، وتمكنوا من العثور على عمل مضطرين بجانب المقاولين الثانويين بالأجرة العسكرية.

ولخص بيكو الوضع في تركيا قائلا: أن تركيا ليست دولة سيتم التضحية بها من أجل السلطة.

من جهة أخرى زادت تركيا من النفقات العسكرية زيادة قياسية في يناير الماضي، وهو الشهر الذي انطلقت فيه عملية غصن الزيتون في تل عفرين.

بحسب بيانات موازنة يناير الصادرة عن وزارة المالية التركية فإن هناك زيارة بنسبة 144% من النفقات العسكرية أي بزيادة 586 ملايين ليرة، وعلقت تقارير صحفية أنها الزيادة الأعلى بين النفقات في المجالات الأخرى.

ووصفت المعارضة التركية ميزانية 2018 بأنها “ميزانية الحرب”، وحذر خبراء اقتصاد أن الاقتصاد التركي سيتضرر أكثر بسبب كلفة عملية عفرين، بحسب موقع “زمان عربي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى