السلايدرعربى ودولى

“فيسبوك” يعتزم تقليص المحتوى السياسي

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “فيسبوك“، مارك زوكربيرغ، أن شركته ستقلل من ترويج المحتوى السياسي لمستخدميها، في وقت يعتزم مؤسس “فيسبوك” وزوجته، بريسيلا تشان، إطلاق مجموعة جديدة تركز على إصلاح العدالة الجنائية، ودعمها بملايين الدولارات من ثروتهما الخاصة.

وقال زوكربيرغ في مكالمة مع مستثمرين ومحللين، عقب الإعلان عن أرباح الشركة في الربع الأخير من العام، إن “هذا استمرار للعمل الذي كنا نقوم به لفترة من الوقت لتخفيف التوتر، وعدم تشجيع المحادثات المثيرة للانقسام”، حسبما ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار زوكربيرغ إلى أن الشركة تدرس الآن خطوات لتقليل كمية المحتوى السياسي الذي يراه المستخدمون في الأخبار التي تظهر لهم على “فيسبوك”، على الرغم من أنه لم يقدم أي تفاصيل بشأن كيفية التخطيط للقيام بذلك.

السياسة “تتسلل”
وأضاف: “أحد أهم التعليقات التي نسمعها من مجتمعنا الآن، هو أن الناس لا يريدون أن تسيطر السياسة والصراع على تجربتهم لخدماتنا”.

ومضى قائلاً: “ثمة اتجاه عبر المجتمع، بأن الكثير من الأمور أصبحت مسيّسة، وأن السياسة لديها سبيل للتسلل إلى كل شيء. الكثير من التعليقات التي نراها من مجتمعنا هي أن الناس لا يريدون ذلك في تجربتهم”.

وأردف: “علينا أن نوازن بين هذا الأمر بعناية، لأن لدينا التزاماً عميقاً بحرية التعبير. إذا أراد الناس مناقشة (السياسة) أو الانضمام إلى هذه المجموعات، ينبغي أن يكونوا قادرين على فعل ذلك. لكننا لا نخدم المجتمع جيداً لنوصي بهذا المحتوى في الوقت الراهن”.

ووفقاً للشبكة الأميركية، يأتي ذلك التغيير في أعقاب أحداث اقتحام أنصار للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير الجاري، والفوضى التي انتهت بمقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات.

وفي وقت سابق، قررت الشركة مؤقتاً التوقف عن التوصية بهذه المجموعات للمستخدمين الأميركيين في أكتوبر الماضي في الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية لعام 2020.

ويأمل موقع “فيسبوك” في تخفيف الضغط السياسي المكثف من جانب المحافظين والليبراليين، من خلال التراجع عن الحجج التي لطالما ساقها بأن الخطاب السياسي يعد أمراً حيوياً لحرية التعبير، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.

وفي محاولة لمعالجة الانقسام السياسي على منصتها، أجرت الشركة تعديلات على خوارزمياتها لدعم الأخبار التي يجري التحقق منها، والحد من الإعلانات السياسية في أوقات التقلبات السياسية.

وتشير “فيسبوك” إلى أنه على الرغم من كل الاهتمام الذي يحصل عليه، فإن المحتوى السياسي يمثل جزءاً صغيراً من تجربة المستخدم العادية، في آخر إحصاء، لا يمثل سوى 6% مما يراه المستخدمون على المنصة.

يخطط زوكربيرغ وزوجته، بريسيلا تشان، لإطلاق مجموعة جديدة تركز على “إصلاح العدالة الجنائية”، وسيدعمانها بمبلغ 350 مليون دولار من ثروتهما الخاصة، حسبما ذكر موقع “ريكود”.

وقال الموقع المعني بأخبار التكنولوجيا، إن منظمة “مبادرة تشان زوكربيرغ” الخيرية التي أسسها الزوجان عام 2015، تخطط لدمج عملها في مجال الهجرة الداخلية مع مجموعة “Fwd.us” الخارجية المدعومة أيضاً من زوكربيرغ، التي تدفع باتجاه إجراء إصلاح شامل.

وإجمالاً، التزم الزوجان بدفع مبلغ إضافي بقيمة 450 مليون دولار للقضيتين خلال السنوات القليلة القادمة.

وتمثل هذه التغيرات أحدث تطور في الطريقة التي يحاول بها زوكربيرغ تخفيف الضغط العالمي على وسائل التواصل الاجتماعي، المتهمة بـ”التأثير في الديمقراطية”.

وفي أحدث هذه الاتهامات، دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إلى معاونته في إعداد قواعد مشتركة، لكبح قوة شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل “فيسبوك” وتويتر، ومكافحة انتشار الأخبار الكاذبة.

وفي خطاب ألقته أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، الذي يُنظّم افتراضياً، حضّت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إدارة بايدن على مشاركة القارة معركتها ضد “الجوانب المظلمة من العالم الرقمي”، والتي حمّلتها جزئياً مسؤولية “صدمة” اقتحام مقرّ الكونغرس الأميركي، في 6 الشهر الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى